الراب المغربي.. صوت جيل يبحث عن التعبير والهوية

ضحى نبيل

شهد فن الراب في المغرب تطوراً لافتاً خلال السنوات الأخيرة، حيث لم يعد مجرد إيقاعات سريعة وكلمات متتابعة، بل أصبح مساحة واسعة للتعبير عن هموم الشباب وقضاياهم، وبين الواقع والخيال، استطاع الراب المغربي أن يعكس مشاعر جيل كامل، بفضل قوة الأصوات وجرأة المواضيع المطروحة، إضافة إلى الاحترافية في الموسيقى والإتقان في الأداء.

الراب المغربي

الراب المغربي كلمات تعبّر عن المجتمع

لم تعد أغاني الراب المغربي مجرد قوافٍ، بل تحولت إلى رسائل اجتماعية وسياسية تلامس الشباب مباشرة. فالزائر ديزي دروس مثلاً تناول في أعماله قضايا الفساد والسياسة كما في أغنيته مع العشران التي أثارت جدلاً واسعاً عام 2023، كذلك يطرح ويلد الگريا قضايا الأحياء الشعبية ومعاناتها، كاشفاً واقعاً مؤلماً يعيشه الكثيرون.

وأحدثت عدد من أغاني الراب المغربي تأثيراً كبيراً على الساحة الفنية، مثل أغنية Hors Serie التي ناقشت الفساد في مجالات الفن والرياضة، وأغنية الخوف التي كانت بمثابة صرخة من أجل التغيير، إضافة إلى أعمال أخرى فلسفية وواقعية لامست جمهوراً واسعاً.

الراب المغربي

أرقام قياسية على المنصات

عام 2025 كان استثنائياً لفن الراب المغربي، إذ حققت بعض الأعمال ملايين المشاهدات على منصات عالمية مثل يوتيوب وسبوتيفاي، فقد حصدت أغنية واحد البنت لإلگراند طوطو أكثر من 90 مليون مشاهدة، بينما وصلت أغنية أجي تنسى لدراجانوف إلى 40 مليون مشاهدة، كما برزت أعمال لستورمي، لٱبنچ، وغيرهم.

نجوم شباب يغيرون المشهد في الراب المغربي 

وقد برز خلال السنوات الأخيرة جيل جديد من الفنانين الذين أعادوا صياغة الراب المغربي بروح عصرية، مثل إلگراند طوطو الذي أصبح أيقونة عالمية، وديزي دروس بأعماله ذات الرسائل الاجتماعية، إضافة إلى ستورمي ودراجانوف اللذين قدما تجارب تمزج بين الراب وأنواع موسيقية أخرى. أما في الساحة النسائية، فقد لمع اسم مانال وسنو فليك وغيرهن، ليقدمن أصواتاً قوية تثبت حضور المرأة في عالم الهيب هوب.

الراب المغربي

فن ثنائي التأثير

وبات يُنظر لفن الراب المغربي كسلاح ذي حدين؛ يمكن أن يكون وسيلة للتوعية الاجتماعية أو أداة لنشر العنف، وذلك بحسب طبيعة الكلمات والرسائل التي يقدمها الفنان. ومع ذلك، نجح كثير من نجوم هذا الفن في تحويله إلى منبر لنشر الوعي وإيصال قضايا الشباب إلى أوسع شريحة من الجمهور.

📎 رابط مختصر للمقال: https://almanara.media/?p=3239
شارك هذه المقالة