لا يزال إرث نجم السينما الفرنسية الراحل آلان ديلون، الذي توفي في 18 أغسطس/ آب 2023، يثير جدلاً واسعًا داخل أروقة المحاكم الفرنسية، بعد أن تحوّل الخلاف العائلي بين أبنائه إلى نزاع قضائي معقّد يتداخل فيه الجانب العاطفي مع المصالح المالية.
آخر تطورات القضية تمثلت في لجوء الابن الأصغر، آلان-فابيان، إلى القضاء للمطالبة بإبطال وصية والده الأخيرة، مستندًا إلى تقارير طبية تشير – بحسب دعواه – إلى أن النجم الراحل لم يكن في كامل وعيه وقدرته على التمييز عند توقيع الوثائق.
وتتمحور القضية حول وصيتين متناقضتين: الأولى تعود إلى عام 2015 وقسّمت ثروة ديلون بين أبنائه الثلاثة، فيما جاءت الثانية، الموقعة في جنيف عام 2022، لتمنح ابنته أنوشكا وحدها الحق الأخلاقي في الإرث، وهو ما اعتبره شقيقاها إقصاءً غير عادل.
كما يطعن الابنان في هبة سابقة منحت أنوشكا 51% من أسهم شركة Alain Delon International Distribution، المالكة لحقوق صورة واسم الممثل التجاري.
الابن الأصغر يستند في دعواه إلى سلسلة تقارير طبية منذ إصابة والده بجلطة دماغية عام 2019، والتي أشارت إلى تدهور إدراكي حاد شمل فقدان الذاكرة وضعف التركيز. وقد عززت محكمة فرنسية هذه المزاعم بقرارها في أبريل 2024 وضع ديلون تحت “إشراف قضائي مشدد”، معتبرة أن حالته الصحية لم تكن تسمح له بالتعبير عن إرادته بحرية كاملة.
ويرى مراقبون أن النزاع القضائي، الذي يجمع بين الأبعاد القانونية والعاطفية، قد يستمر لفترة طويلة نظرًا لتضارب الوثائق والتقارير الطبية، فضلًا عن ارتباطه باسم ديلون، أحد أبرز رموز السينما الأوروبية والعالمية.