المنارة: القاهرة
أنهت الإدارة العامة للآثار المصرية واليونانية والرومانية بأسوان استعداداتها النهائية لاستقبال ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني داخل معبده الكبير بمدينة أبو سمبل، في حدث عالمي متجدد ينتظره آلاف الزوار من مختلف دول العالم فجر الأربعاء 22 أكتوبر 2025.
لحظة فلكية مهيبة تجمع بين العلم والفن
يتحول معبد أبو سمبل خلال يومي التعامد إلى ساحة احتفال عالمية تتناغم فيها عبقرية المصري القديم مع الموروثات الشعبية الحديثة، في مشهد يعكس براعة الفراعنة في الهندسة والفلك.
ويُظهر هذا الحدث أن المصري القديم لم يكن مجرد صانع حضارة مادية، بل كان عالماً فلكياً مبدعاً سبق عصره بآلاف السنين.
فتح الأبواب فجرًا استعدادًا للحظة الشروق
تبدأ الاستعدادات داخل المعبد منذ الساعات الأولى من الصباح، حيث تُفتح شباك التذاكر في الثالثة صباحًا، بينما تُفتح بوابات المعبد أمام الزوار في الثالثة والنصف فجرًا لاستقبال الوفود السياحية القادمة من داخل مصر وخارجها.
وتحدث الظاهرة النادرة في الساعة السادسة و55 دقيقة صباحًا، وتستمر لمدة 20 دقيقة فقط، لتغمر أشعة الشمس تماثيل الملك رمسيس الثاني داخل قدس الأقداس.
عروض فنية تعكس تراث المحافظات المصرية
بالتزامن مع الظاهرة، تُقام عروض فنية متنوعة لثماني فرق للفنون الشعبية تمثل محافظات: أسوان، الأقصر، ملوي، سوهاج، كفر الشيخ، بورسعيد، العريش، والأنفوشي.
وتُضفي هذه العروض أجواءً احتفالية مبهجة تعبر عن ثراء التراث المصري وتنوعه الثقافي.
لماذا يحدث التعامد؟
يقول الدكتور أحمد مسعود، مدير معبد أبو سمبل، إن الظاهرة تتكرر مرتين سنويًا في 22 فبراير و22 أكتوبر، وترتبط إما بموسمي الزراعة والحصاد في مصر القديمة، أو بيومين مهمين في حياة الملك رمسيس الثاني: يوم ميلاده ويوم تتويجه على العرش.
ويشرح مسعود أن أشعة الشمس تتسلل فوق مياه بحيرة ناصر لتخترق المعبد بطول 60 مترًا حتى تصل إلى قدس الأقداس، حيث تُضيء وجوه رمسيس الثاني وثلاثة من الآلهة:
-
آمون رع
-
رع حور أخته
-
بتاح
لكن الضوء لا يلمس وجه الإله بتاح – إله الظلام – في رمزية فلكية دقيقة تجسد فلسفة المصري القديم الذي آمن بعدم التقاء النور بالعالم السفلي.
اكتشاف الظاهرة بالصدفة
تعود قصة اكتشاف الظاهرة إلى عام 1874، عندما لاحظت الكاتبة البريطانية إميليا إدوارد تسلل أشعة الشمس إلى داخل المعبد أثناء إقامتها بالقرب منه.
وسجلت ملاحظتها في كتابها الشهير «ألف ميل فوق النيل» الصادر عام 1899، لتتحول هذه الظاهرة بعدها إلى حدث فلكي وسياحي عالمي يجذب الآلاف من الزوار كل عام إلى أسوان.






