المنارة: وكالات
اكتشف فريق من علماء الآثار في جنوب غرب تركيا حقل دفن واسع يحتوي على 60 قبرًا منحوتًا في الصخر على هيئة أحواض استحمام، يعود تاريخها إلى حوالي 2200 عام، وذلك في مدينة كولوسي القديمة بمحافظة دنيزلي.
وتعد هذه الاكتشافات إنجازًا علميًا مهمًا ضمن أولى عمليات التنقيب في الموقع، وفقًا لما أوردته التقارير.
تأسست مدينة كولوسي في القرن السادس قبل الميلاد، وكانت مركزًا تجاريًا بارزًا اشتهر بصناعات الصوف والمنسوجات الفاخرة.
احتفظت المدينة بأهميتها خلال فترات الإمبراطورية الفارسية والعصور الرومانية والبيزنطية، إلا أنها شهدت تراجعًا تدريجيًا بعد ازدهار مدينتي لاودكية وهيرابوليس المجاورتين.
اكتشاف 60 مقبرة
وقد تعرضت المدينة لزلزال مدمر في القرن الأول الميلادي أدى إلى أضرار جسيمة، وهُجرت بالكامل بعد زلزال كبير آخر في القرن الثامن الميلادي.
أظهرت المسوحات الأثرية التي أُجريت خلال السنوات الثلاث الماضية أن جذور المنطقة تعود إلى العصر النحاسي (5000-3000 قبل الميلاد)، مما دفع إلى إطلاق أولى الحفريات المنهجية بقيادة البروفيسور باريس ينر من جامعة باموكالي.
وقد أسفرت الحفريات عن اكتشافات تسلط الضوء على الجوانب الروحية والثقافية لسكان كولوسي القدماء.
تضمنت الاكتشافات مقابر ذات تصميم معماري فريد، بالإضافة إلى قطع أثرية تشير إلى إيمان السكان بالسحر واستخدام التمائم الوقائية.
وصرح البروفيسور ينر بأن هذه القطع الأثرية، مثل التمائم وأحجار الشفاء، تعكس رغبة السكان في حماية أنفسهم روحيًا وتوضح تداخل الممارسات الدينية مع طقوس الجنائز.
ومن بين القطع المكتشفة قوارير طينية وزجاجية، مصابيح زيتية يُعتقد أنها تُركت لإضاءة الحياة الآخرة، عملات معدنية، وممتلكات شخصية مثل الصنادل.
تُسهم هذه التفاصيل في تقديم فهم أعمق لنظرة المجتمع القديم للموت والإيمان بالحياة بعد القبر.
