المجلات الثقافية الإماراتية.. بين الحبر والهيمنة الرقمية

محمد عطيفي

المنارة: أبو ظبي/متابعات

نشرت صحيفة الاتحاد تحقيقاً صحفياً حول واقع المجلات والصحف الثقافية الإماراتية في ظل التحولات الرقمية الكبرى وهيمنة الذكاء الاصطناعي على المشهد الإعلامي. ورغم هذه التغيرات المتسارعة، لا تزال الصحافة الثقافية الإماراتية تحافظ على حضور متماسك ومؤثر، يجمع بين جماليات النشر الورقي وحيوية المنصات الرقمية.

وتتنوع التجارب الإعلامية، والتحديات تتعاظم، إلا أن الإصرار على الاستمرار يستند إلى قناعة المؤسسات بأهمية الثقافة ودورها في تلبية احتياجات القارئ المعاصر.

المجلات الثقافية الإماراتية نجحت في مواكبة هذه الطفرة بذكاء

وفي هذا السياق، التقى الكاتب الصحفي هزاع أبو الريش مع الدكتور وليد السعدي، رئيس تحرير مجلة المنارة الإماراتية، الذي أوضح أن «دولة الإمارات من الدول المتقدمة جداً في مجال الذكاء الاصطناعي، ما انعكس على مختلف جوانب الحياة، ومنها المشهد الإعلامي والثقافي».

وأشار د. وليد السعدي إلى أن المجلات الثقافية الإماراتية نجحت في مواكبة هذه الطفرة التقنية بذكاء، موضحاً أن «الذكاء الاصطناعي أسهم في إنجاز المهام الروتينية مثل التدقيق اللغوي، تحليل البيانات، وتوقع اتجاهات القراء».

واختتم السعدي حديثه بالتأكيد على أهمية الموازنة قائلاً: «على المؤسسات المعنية أن توازن بين الإبداع والاستخدام الذكي للتقنيات الحديثة حتى نصل إلى نتائج مرضية».

ثوب معاصر

ندى الزرعوني، مدير تحرير مجلة المقطع، الصادرة عن الأرشيف والمكتبة الوطنية، ترى أن «إصدار مجلة ثقافية في زمن الهيمنة الرقمية كان تحدياً أقرب للمستحيل»، لكنها تصف التحول بالقول: «لم يكن من الصعب أن أجد نفسي أحاول أن أفتح كوة صغيرة في هذه المؤسسة العريقة، أنقل عبرها لجميع المهتمين حكايات من التاريخ حول عظمة هذه الدولة، باعتماد كلي على ما نحتفظ به من وثائق وصور وفيديوهات وتاريخ شفاهي».

وتؤكد الزرعوني أن التفاعل الجماهيري الكبير مع المجلة فاق التوقعات: «اكتشفنا بعد فترة وجيزة من انطلاق المجلة أننا نواجه طلبات لا تنتهي لنسخ المجلة ونرفع نسبة الطباعة مع كل عدد».

القاعدة الجماهيرية

أما الشاعر والكاتب خالد العيسى، مؤسس ورئيس تحرير صحيفة هماليل الأدبية، فيصف المشهد الإعلامي بأنه قائم على استراتيجيات «واعية ومهنية عالية المحتوى والمضمون»، مؤكداً أن النجاح في الإعلام يعني مجاراة الواقع، فيقول: «من أساسيات الإعلام مجاراة الواقع، والسير على الطريق الذي يوصلك إلى الجمهور، ويسهل عليك إيصال الرسالة».

ويكشف العيسى عن أن صحيفة هماليل تبنت هذا النهج منذ انطلاقتها: «حظيت الصحيفة بالعديد من المشاركات الثقافية في المحافل والمعارض الدولية، التي جعلتها تثبت وجودها بجدارة». ويضيف بثقة: «نحن حالياً بصدد التواجد بشكل جديد ومختلف يواكب المرحلة الراهنة، كما تتطلبه التحديات».

أرض الواقع

تُثبت هذه التجارب أن المجلات الثقافية الإماراتية لم تركن إلى الماضي، بل استخدمت أدواته، ودمجتها برؤية معاصرة تتجاوز الهيمنة الرقمية، وتسعى للحفاظ على الهوية الثقافية في زمن السرعة والتقنية. بين الورق والذكاء، تظل الكلمة الأصيلة سيدة الحضور، وتظل المجلة نافذة لا تغلق.

نقلا عن الاتحاد

📎 رابط مختصر للمقال: https://almanara.media/?p=14942
تم وضع علامة:
شارك هذه المقالة