شهدت الشمس خلال السنوات السبع عشرة الماضية انتعاشًا ملحوظًا في نشاطها المغناطيسي، مما أثار اهتمام العلماء الذين كانوا يعتقدون أنها قد تكون على وشك الدخول في مرحلة “سبات طويل” مشابه لما يُعرف تاريخيًا بـ”الحد الأدنى الكبير” الذي حدث في القرن التاسع عشر.
هذا التحول المفاجئ في نمط النشاط الشمسي يعيد النظر في الفهم العلمي لدورات الشمس وتأثيراتها على الأرض والبيئة الفضائية.
البقع الشمسية والتوهجات
فقد تراجعت أعداد البقع الشمسية والتوهجات والانفجارات بشكل متواصل، منذ ثمانينيات القرن الماضي، لتصل عام 2008 إلى أدنى مستوى مسجَّل في تاريخ الرصد، فحينها، توقع خبراء الفلك أن نجم الأرض يتجه إلى مرحلة خمول ممتدة.
ناسا
لكن دراسة حديثة قادها جاميس ياسينسكي من مختبر الدفع النفاث التابع لـ”ناسا” كشفت عن تحول لافت في المؤشرات:
ارتفاع سرعة الرياح الشمسية بنسبة 6%.
زيادة كثافة هذه الرياح بـ 26%.
ارتفاع حرارتها بـ 29%.
تعزيز قوة المجال المغناطيسي المحمول عبرها بـ 31%.
هذا النشاط المتجدد يعني أن الأرض مقبلة على مزيد من العواصف الجيومغناطيسية التي قد تؤثر على الأقمار الصناعية ورواد الفضاء، لكنه في المقابل يعزز من فرص مشاهدة الشفق القطبي بألوانه المبهرة في سماء الكوكب.
وقال ياسينسكي، أنه رغم أن هذه التحولات ليست جديدة في تاريخ الشمس، فإن السبب وراء انقلاب اتجاه نشاطها يظل لغزًا علميًا لم يُحسم بعد.
ويؤكد الباحثون، أن فترات الخمول السابقة لم يكن لها تأثير كبير على مناخ الأرض، مقارنة بالتغير المناخي الراهن الناتج عن النشاط البشري، ما يجعل فهم دورات الشمس تحديًا علميًا قائمًا حتى اليوم.