رغم ما يقال أحيانًا عن جزر الكناري بأنها وجهة “مكررة” أو “صاخبة”، إلا أن من يزورها يكتشف عالماً مختلفاً كلياً. فهذه الجزر، التي تقع في المحيط الأطلسي وتتبع إسبانيا، تقدم لزوارها تجربة تجمع بين الشواطئ الذهبية، والجبال البركانية، والغابات الكثيفة، والقرى التراثية الغنية بالثقافة المحلية.
ما وراء المنتجعات
يظن كثير من المسافرين أن جزر الكناري لا تقدم سوى منتجعات شاطئية مكتظة، لكن الواقع يكشف عن وجه آخر بعيد عن الضجيج. فالمغامرون الذين يخرجون من حدود السياحة التقليدية سيجدون أنفسهم في قلب مسارات جبلية، وبجانب براكين خامدة، وفي بلدات صغيرة تحتفظ بسحرها الأندلسي والكناري الأصيل.
مغامرات لا تُنسى
من أبرز التجارب التي تجذب السياح زيارة جبل تييده في جزيرة تينيريفي، وهو أعلى قمة في إسبانيا وواحد من أبرز المواقع الطبيعية المسجلة على لائحة التراث العالمي لليونسكو. كما تتميز جزيرة لانزاروتي بمنتزه “تيمانفايا” الوطني، حيث تمتزج الصخور البركانية مع المناظر الطبيعية الفريدة التي تعطي شعوراً بالوقوف على سطح كوكب آخر.
أما هواة رياضة المشي، فلهم نصيب وفير من مسارات مجهزة تمر بين الغابات والوديان، خصوصاً في جزيرتي “لا غوميرا” و”لا بالما”، حيث الطبيعة البكر التي لم تمسها يد السياحة الجماعية بعد.
تجربة محلية أصيلة
لا يقتصر سحر الكناري على المناظر الطبيعية، بل يمتد إلى الحياة اليومية للسكان المحليين. فالتجول في الأسواق الشعبية يفتح الباب أمام اكتشاف مأكولات تقليدية مثل جبن “الماهو” والعسل المحلي، إضافة إلى أطباق المأكولات البحرية الطازجة. كما أن الإقامة في بيوت ضيافة صغيرة أو شقق بعيدة عن المنتجعات تمنح السياح فرصة للتعرف على الثقافة عن قرب.
مزيج بين الحداثة والأصالة
تتميز جزر الكناري بكونها وجهة مناسبة لمختلف أنماط السفر؛ فهي تلبي رغبات الباحثين عن الاسترخاء على الشواطئ، وكذلك عشاق المغامرة والطبيعة، فضلاً عن كونها وجهة ملائمة للعائلات بفضل بنيتها السياحية المتكاملة.
رحلة إلى جزر الكناري ليست مجرد عطلة شاطئية تقليدية، بل تجربة متعددة الأبعاد تحمل مفاجآت طبيعية وثقافية تستحق الاستكشاف. إنها وجهة تلخص المعادلة الصعبة: الجمال البكر مع الراحة العصرية، وتجعل كل زيارة مغامرة تستحق التكرار.