5 علامات تكشف التعلق غير الصحي بالزوج

نيرة جمال

المنارة/ متابعات

التعلق بالزوج.. يشكّل الارتباط العاطفي بين الزوجين أحد أعمدة الحياة الزوجية المستقرة، لكنه عندما يتجاوز حدوده الطبيعية ويتحوّل إلى اعتماد نفسي كامل على الطرف الآخر، يصبح مصدر ضغط نفسي وسلوكي قد يهدد العلاقة نفسها.

وفي السنوات الأخيرة، بدأت عيادات الصحة النفسية تتلقّى شكاوى متزايدة من زوجات يعانين من مشاعر التعلّق الزائد، بما ينعكس على حياتهن اليومية وتوازنهن النفسي.

ظاهرة تتنامى بصمت

يشير متخصصون في العلاقات الأسرية إلى أن التعلّق المفرط لم يعد مشكلة فردية، بل ظاهرة تظهر نتيجة ضغوط اجتماعية وغياب الدعم العاطفي، إلى جانب تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي التي تعزز صورة مثالية للعلاقات الزوجية، ما يدفع بعض الزوجات للشعور بالحاجة المستمرة للوجود بالقرب من الزوج خشية فقده أو تبدّل مشاعره.

علامات التعلّق المفرط

يحدد الخبراء عددًا من المؤشرات التي تُعد إنذارًا مبكرًا لوجود ارتباط عاطفي غير صحي، منها:

  • الرغبة الدائمة في مرافقة الزوج أو البقاء على تواصل معه طوال الوقت.

  • القلق الزائد عند عدم الرد أو التأخر في العودة.

  • فقدان الاهتمامات الشخصية أو الأصدقاء لصالح التركيز الكامل على شريك الحياة.

  • الشعور بالخوف المستمر من الهجر أو الخسارة.

الأسباب خلف السلوك

تتنوع أسباب التعلّق الزائد بين تجارب سابقة من فقد أو خذلان، أو نشأة في بيئة تفتقر للأمان النفسي، إضافة إلى تدني الثقة بالنفس. وفي بعض الحالات، تلعب محاولة تعويض نقص عاطفي دورًا في التمسك المفرط بالزوج كمرساة أمان.

الانعكاسات على العلاقة الزوجية

رغم أن الدافع الأساسي لمشاعر التعلق المفرط هو الحب، فإن تأثيراتها قد تأتي عكسية، فالضغط المتواصل على الزوج قد يسبب تراجعًا في التواصل، ونشوء فجوة بين الطرفين، كما يدفع التوتر الزائد إلى زيادة الخلافات وعدم القدرة على اتخاذ قرارات مستقلة داخل الأسرة.

طرق التعامل واستعادة التوازن

يؤكد المستشارون الأسريون أن الحل يبدأ بالوعي بالمشكلة. وفيما يلي أكثر الخطوات التي أثبتت فعاليتها:

  • استعادة الهوية الفردية من خلال الهوايات، الدراسة، أو العمل.

  • تعزيز الثقة بالنفس عبر تطوير المهارات والاهتمام بالإنجاز الشخصي.

  • تخصيص مساحة لكل طرف واحترام الاحتياجات الشخصية للزوجين.

  • الحديث الصريح حول مشاعر الخوف والقلق مع الشريك.

  • استشارة مختص نفسي عند صعوبة السيطرة على السلوك أو تأثر العلاقة بشكل ملحوظ.

يبقى التوازن العاطفي هو المفتاح في أي علاقة زوجية ناجحة. فالحب الحقيقي لا يقوم على التمسك الشديد أو الاعتماد الكامل، بل على علاقة ناضجة تمنح الطرفين مساحة للنمو، وتسمح لكل منهما بأن يكون سندًا للآخر دون أن يفقد نفسه.

📎 رابط مختصر للمقال: https://almanara.media/?p=26842
شارك هذه المقالة