المنارة: لندن
في عرض استثنائي خلال أسبوع الموضة في لندن، قدّم دانيال لي، المدير الإبداعي لدار بربري Burberry، مجموعته الجديدة لربيع وصيف 2026، مستلهمًا أجواء المهرجانات الموسيقية البريطانية وروح التمرد الشبابي، ليعلن عن هوية جديدة للدار العريقة.
المكان نفسه بدا جزءًا من التجربة؛ خيمة ضخمة في بيركس فيلد – كينسينغتون، بأرضية ترابية وأجواء صاخبة أقرب إلى مهرجان موسيقي منها إلى عرض أزياء تقليدي. جلس الضيوف في أجواء حميمة وفوضوية منظمة، عكست ما أراد لي إيصاله من روح الحرية والاختلاف.
المجموعة أعادت صياغة معطف الترنش الأيقوني بلمسات جريئة، مع ألوان نابضة وزخارف مستوحاة من بطاقات التارو والمرايا العاكسة. كما ظهرت البدل الضيقة وربطات العنق النحيفة، في إشارة إلى الستينيات، بينما بدت فساتين الكروشيه الشفافة والأوشحة المترهلة والأحذية الطويلة المتهالكة كجزء من جمالية “الفوضى المدروسة”.
الإكسسوارات لعبت دور البطولة، من الحقائب المزينة بالشراشيب الضخمة إلى النظارات الملونة والأحزمة المعدنية العريضة، في مزيج يجمع بين العفوية الشبابية والترف الذي يميز بربري. حتى النقشة المربعة الشهيرة للدار جرى تجديدها بألوان صاخبة مثل الأخضر الحمضي والأصفر الفاقع والوردي.
ورغم إشادة الكثيرين بروح التجديد، رأى بعض النقاد أن العرض بدا مصقولًا أكثر من اللازم، أقرب إلى “تمرد محسوب” يناسب الصفوف الأمامية من كونه انعكاسًا صادقًا لمشهد المهرجانات البريطانية الفوضوي.
مع ذلك، أكّد العرض أن بربري، تحت قيادة دانيال لي، تعيد تعريف هويتها البصرية، لتصبح أكثر جرأة وانفتاحًا على الأجيال الجديدة، دون أن تفقد جذورها في الخياطة البريطانية الراقية. خطوة وُصفت بأنها إعلان صريح: بربري لم تعد دار الترنش الكلاسيكي فحسب، بل دار تعيش الحاضر وتحتفي بالاختلاف.