المنارة / متابعات
مع قدوم المولود الأول، تدخل الأم في مرحلة حساسة مليئة بالتجارب الجديدة، لكنها غالبًا لا تمر من دون ضغوط اجتماعية تثقل كاهلها.
فبدلًا من الدعم والاحتواء، تجد نفسها وسط سيل من النصائح غير المطلوبة والمقارنات المستمرة مع أمهات أخريات.

وكثيرًا ما تنهال على الأم نصائح من المحيطين: “أطعميه بهذه الطريقة”، “لا تحمليه كثيرًا”، “افطميه مبكرًا”، وغيرها من العبارات التي تجعلها تشعر بالارتباك وفقدان الثقة بنفسها.
وهذه النصائح، على الرغم من حسن نية أصحابها أحيانًا، قد تتحول إلى عبء نفسي يضاعف من قلق الأم.
كما لا تتوقف الضغوط عند النصائح، بل تمتد إلى المقارنات بين طفلها وأطفال الأخريات: “ابن فلانة مشى قبله”، “ابنة قريبتك تنام طوال الليل”، “الأم الأخرى أكثر تنظيمًا”.
مثل هذه التعليقات تزرع في الأم إحساسًا بالتقصير، وكأنها في سباق لا ينتهي.

فيما تشير دراسات إلى أن هذه الضغوط قد تسهم في زيادة معدلات القلق والاكتئاب بعد الولادة.
حيث تشعر الأم بأنها مراقَبة ومقَيّمة باستمرار، بدلًا من أن تُمنح مساحة للتعلم والخطأ والتجربة بحرية.
بينما ينصحون الخبراء المحيطين بالأم الجديدة بأن يكونوا مصدر دعم حقيقي، عبر الاستماع لها، ومساعدتها في المهام اليومية، وتشجيعها على الثقة بقدراتها الفطرية في تربية طفلها.
فالأم لا تحتاج إلى مَن يُملي عليها كيف تكون، بل إلى مَن يطمئنها بأنها تقوم بعمل عظيم.
فأن تكوني “أمًا جديدة” يعني أنك تخوضين رحلة استثنائية مليئة بالتحديات، وما تحتاجينه حقًا ليس المقارنات ولا النصائح الزائدة، بل التفهّم، والمساحة الكافية لاكتشاف أمومتك بطريقتك الخاصة.