المنارة / أبوظبي
استطاعت، منذ أن أطلقت المصممة الإماراتية شذى عيسى علامتها للأزياء النسائية عام 2017، أن تحجز مكانتها في عالم الموضة الفاخرة بلمسة تمزج بين التراث الإماراتي والأناقة العصرية. رؤيتها، كما تقول، تقوم على سرد القصص من خلال الأقمشة، وهو شغف نما معها منذ طفولتها حيث كان التراث جزءًا لا يتجزأ من تفاصيل الحياة اليومية في الإمارات.
كما تؤكد شذى أن لقاءها مع الراحلة فرانكا سوزاني، رئيسة تحرير فوغ إيطاليا السابقة، شكّل نقطة تحول في مسيرتها، إذ أيقنت حينها أن “التصميم لغة قوية قادرة على التأثير”. غير أن الإلهام الأول جاء من والدتها والحرفيات الإماراتيات اللواتي نقلن لها فنون التطريز والخياطة التقليدية.
أزياء شذى عيسى
بينما ساعدها عملها في دبي مول قبل إطلاق علامة شذى عيسى على اكتساب خبرة عملية، مكنتها من فهم التوازن بين الرؤية الإبداعية ومتطلبات السوق.
فيما تقول شذى إنها خرجت من تجاربها المبكرة بثلاثة دروس أساسية:
1. ضرورة امتلاك معرفة تجارية ومالية إلى جانب الموهبة التصميمية.
2. المرونة في التعامل مع الموردين والعملاء من خلفيات متنوعة.
3. انضباط العلامة التجارية، أي الالتزام بالقصة والقيم والجودة بقدر الالتزام بالتصميم.
وتستلهم شذى عيسى تصاميمها من العمارة الحضرية والحرف اليدوية الإماراتية مثل السدو والتطريز باللؤلؤ، إضافة إلى تفاصيل يومية بسيطة تراها بعين مختلفة، مثل “انعكاس الضوء في السوق وقت الغروب”. وفي أحدث مجموعاتها، استلهمت من قوالب البلك الإماراتية، مركزة على ما تولّده من “هواء وطاقة وحياة”.
في عام 2024، حققت شذى إنجازًا بارزًا بإطلاق Shatha Essa Kids كأول علامة أزياء أطفال إماراتية تُعرض في متجر هارودز بلندن، معتبرة ذلك “اعترافًا عالميًا بالتراث الحرفي والفلسفة التصميمية التي نحملها”. كما وقّعت مؤخرًا اتفاقية مع موقع Net-a-Porter، أحد أبرز متاجر الموضة الإلكترونية عالميًا.
كما ترى المصممة الإماراتية شذى عيسى أن السعودية سوق محوري لعلامتها، مشيرة إلى أن الذوق هناك يتجه نحو “التصاميم الجريئة والألوان الغنية”، بينما يميل الذوق الإماراتي إلى “الألوان الفاتحة والقصّات الكلاسيكية”. وتخطط للتوسع في المملكة من خلال شراكات مع بوتيكات محلية وإطلاق متاجر مؤقتة (بوب-أب).
