زعيمة المعارضة الفنزويلية تخطف جائزة نوبل للسلام 2025 من دونالد ترامب

محمد عطيفي

المنارة: القاهرة/ محمد عطيفي

في خطوة لافتة ومدوية على الساحة السياسية الدولية، أعلنت لجنة نوبل النرويجية، اليوم الجمعة، منح جائزة نوبل للسلام لعام 2025 للمعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، تقديرًا لدورها القيادي في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وجهودها من أجل الانتقال السلمي من الديكتاتورية إلى الحكم المدني في فنزويلا، وهو ما جعلها تحظى بلقب “المرأة الحديدية” في بلادها.

استبعاد ترامب يشعل الجدل العالمي

وجاء القرار مفاجئًا، خصوصًا بعد استبعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي كان يأمل في الحصول على الجائزة لدوره المزعوم في الوساطة السياسية. إلا أن لجنة نوبل فضّلت تكريم نموذج نابع من معاناة الشعوب وصمودها أمام الاستبداد، لا من حسابات القوة الدولية.

اعتراف عالمي بشجاعة امرأة واجهت القمع

أوضحت اللجنة أن تتويج ماشادو هو اعتراف دولي بشجاعتها المدنية، وقدرتها على توحيد المعارضة وتعزيز ثقافة الحوار والسلام في واحدة من أكثر دول أمريكا اللاتينية اضطرابًا. فوسط العقوبات والفقر والانقسامات، ظهرت ماشادو كصوت الملايين الذين يؤمنون بأن صندوق الاقتراع أقوى من الرصاص.

من الطبقة الوسطى إلى قيادة مشروع ديمقراطي

تنحدر ماريا كورينا من عائلة محافظة في العاصمة كاراكاس، وتعلمت في جامعة ييل الأمريكية حيث تبنت رؤية ليبرالية تقوم على الحرية الفردية وحكم القانون. وفي عام 2002، أسست منظمة “سوماتي” لمراقبة الانتخابات، لتصبح شوكة في حلق نظام هوغو تشافيز الذي اتهمها بالخيانة.

ورغم التضييق القضائي، استمرت ماشادو في طريقها، مؤمنة بأن التغيير يُصنع بالصناديق لا بالسلاح.

من رمز للمقاومة إلى أيقونة للأمل

مع تفاقم الانهيار الاقتصادي وهجرة الملايين، أصبحت ماشادو واجهة المعارضة الموحدة. وفي انتخابات 2024، قادت تيارًا جماهيريًا واسعًا، لكن السلطة منعتها من الترشح. دعمت مرشحًا بديلًا وقادت حملة شعبية ضخمة لمراقبة الانتخابات، وأسفرت النتائج غير الرسمية عن فوز المعارضة، إلا أن النظام رفض الاعتراف، ما فجّر أزمة سياسية غير مسبوقة.

“الاقتراع بدل الرصاص”

قالت ماشادو في تصريح شهير: “اخترنا طريق الاقتراع بدل الرصاص، لأن العنف لا يخلق دولة بل قبورًا جديدة.”
جملة تلخص فلسفتها بالكامل: الصمود المدني – النضال السلمي – الديمقراطية كثقافة لا مجرد انتخابات.

مطاردة وتهديد وغياب عن المنفى

رغم الخطر، رفضت مغادرة فنزويلا. انتقلت للعمل السري داخل العاصمة، تتواصل مع العالم من خلف الجدران، ما جعل لجنة نوبل تصفها بأنها:
“رمز الشجاعة المدنية في أمريكا اللاتينية.”

ماذا تعني الجائزة لفنزويلا والعالم؟

فوز ماشادو لا يُعد تتويجًا شخصيًا فقط، بل رسالة عالمية بأن الحرية لا تسقط بالتقادم، وأن صوت امرأة وحيدة يمكن أن يغيّر معادلة السلطة أكثر مما تفعل الجيوش.

جوائز نوبل 2025: أسبوع حافل

شهد الأسبوع إعلان الفائزين في مجالات: الطب الفيزياء الكيمياء الأدب

ويُختتم يوم الاثنين المقبل بجائزة العلوم الاقتصادية.

جميع جوائز نوبل تُمنح تقليديًا في ستوكهولم، باستثناء جائزة السلام التي تُقدم في أوسلو. وتبلغ قيمة كل جائزة 11 مليون كرونة سويدية (1.1 مليون دولار).

مقارنة مع فائز العام الماضي

في عام 2024، فازت منظمة السلام اليابانية “نيهون هيدانكيو” لجهودها في عالم خالٍ من الأسلحة النووية عبر شهادات الناجين من هيروشيما وناغازاكي، ما يؤكد أن لجنة نوبل لا تزال تركز على قضايا السلام العالمي والعدالة الإنسانية.

ماريا كورينا.. من معارضة إلى أيقونة

اليوم، أصبحت ماشادو أكثر من سياسية: رمز للمقاومة السلميةـ شهادة حية على قوة الإرادة ـ أمل جديد لفنزويلا ولأمريكا اللاتينية

فنزويلا التي أنهكها النفط وجوّعها الفساد، وجدت في ماريا كورينا طاقة إنسانية لا تُقهر.

📎 رابط مختصر للمقال: https://almanara.media/?p=17364
شارك هذه المقالة