اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) هو حالة عصبية نمائية تؤثر على قدرة الفرد على إدارة الانتباه والتحكم في السلوكيات الاندفاعية. يُعتبر هذا الاضطراب شائعًا بين الأطفال، ولكنه قد يستمر أيضًا في مرحلة البلوغ. يتميز بظهور مجموعة من الأعراض التي تؤثر على الأداء اليومي للفرد في مختلف جوانب الحياة.
تشمل أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه صعوبة في التركيز والانتباه لفترات طويلة، الميل إلى التشتت بسهولة، وعدم القدرة على إتمام المهام. بالإضافة إلى ذلك، يظهر الأطفال المصابون بالاضطراب سلوكيات اندفاعية مثل اتخاذ قرارات سريعة دون التفكير في العواقب أو مقاطعة الآخرين أثناء الحديث. كما يعاني البعض من نشاط زائد، حيث يجدون صعوبة في البقاء هادئين أو الجلوس لفترات طويلة.
على الرغم من أن جميع الأطفال قد يظهرون هذه السلوكيات في بعض الأحيان، إلا أن الفرق الرئيسي يكمن في شدة الأعراض واستمراريتها. الأطفال المصابون بـ ADHD لا يتخلصون من هذه السلوكيات مع مرور الوقت، بل تظل تؤثر عليهم بشكل كبير في حياتهم اليومية. يمكن أن تؤدي هذه التحديات إلى صعوبات في التحصيل الدراسي، مشاكل في العلاقات الاجتماعية، وصراعات داخل الأسرة.

تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يتم عادةً من خلال تقييم شامل يشمل مقابلات مع الأهل والمعلمين، وكذلك مراقبة سلوك الطفل. يعتمد العلاج غالبًا على الجمع بين العلاجات السلوكية والأدوية، إضافة إلى الدعم النفسي والتوجيه الأسري. الهدف الأساسي هو مساعدة الطفل على تحسين مهاراته التنظيمية وزيادة قدرته على التركيز والتفاعل بشكل إيجابي مع محيطه.
من المهم أن يتم تقديم الدعم للأطفال المصابين بـ ADHD بطريقة تتسم بالتفهم والصبر، حيث يمكن أن يساهم ذلك في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتحقيق تقدم ملحوظ في حياتهم اليومية.
كما يمكن أن تظهر أعراض ADHD بشكل مختلف من طفل لآخر، ولكنها غالبًا ما تتضمن مجموعة من العلامات والسلوكيات، وفقًا لموقع “center for disease control and prevention” الطبي، ومن أبرزها:
أحلام اليقظة المتكررة.
فقدان الأشياء أو نسيانها بشكل متكرر.
التململ والحركة المفرطة.
التحدث المفرط.
ارتكاب الأخطاء غير المقصودة أو المخاطر غير الضرورية.
صعوبة مقاومة الإغراءات.
صعوبة انتظار الدور.
صعوبة التوافق مع الآخرين.

وبناءً على الأعراض السائدة، يمكن تصنيف اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
1. النمط الغالب لنقص الانتباه
يجد الطفل صعوبة في إنجاز المهام، والانتباه للتفاصيل، واتباع التعليمات أو المحادثات. كما يتشتت انتباهه بسهولة وينسى تفاصيل الروتين اليومي.
2. النمط الغالب للاندفاع وفرط النشاط
يتميز الطفل بالتململ والتحدث المفرط. يجد صعوبة في الجلوس لفترات طويلة (مثل وقت تناول الطعام أو الواجبات المدرسية). قد يركض الأطفال الأصغر سنًا ويتسلقون باستمرار.
يشعر الطفل بالتململ ويواجه صعوبة في التحكم بالاندفاع، مما يجعله يقاطع الآخرين، أو يأخذ أشياء منهم، أو يتحدث في أوقات غير مناسبة. غالبًا ما يكون هؤلاء الأطفال أكثر عرضة للحوادث والإصابات.
3. النمط المختلط
تكون أعراض النمطين السابقين موجودة بنفس القدر تقريبًا، وقد تتغير الأعراض والنمط السائد بمرور الوقت مع نمو الطفل.
إذا كان الأهل يشعرون بالقلق من احتمالية إصابة الطفل بـ ADHD، فإن الخطوة الأولى هي التحدث مع مقدم الرعاية الصحية. يمكن لمتخصصي الصحة النفسية، مثل الأطباء النفسيين أو الأخصائيين النفسيين، تشخيص الحالة بدقة.
وبمجرد تشخيص الطفل بـ ADHD، يواجه الآباء غالبًا مخاوف بشأن أفضل خيارات العلاج. لحسن الحظ، يمكن إدارة الحالة بشكل فعال من خلال العلاج المناسب. يعتمد العلاج الأمثل على الفرد، وأسرته، وبيئته.
بينما يُوصى بأن يعمل الآباء بالتعاون مع جميع الأطراف المعنية بحياة الطفل، مثل المعلمين، والمدربين، وأفراد العائلة، لوضع خطة علاجية شاملة. تتضمن خيارات العلاج الرئيسية:
العلاج السلوكي: يتضمن تدريبًا للوالدين على إدارة سلوكيات الطفل.

فيما تكون توصيات العلاج حسب الفئة العمرية
فالأطفال أقل من 6 سنوات، توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) ببدء العلاج بتدريب الوالدين على إدارة السلوك، قبل اللجوء إلى الأدوية. وذلك لأن هذا النوع من العلاج أثبت فعاليته المماثلة للأدوية في هذه الفئة العمرية، مع تجنب الآثار الجانبية التي قد تكون أكثر شدة لدى الأطفال الصغار.
والأطفال في سن 6 سنوات وما فوق، توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) بالجمع بين الأدوية والعلاج السلوكي. يشمل ذلك تدريب الوالدين للأطفال حتى سن 12 عامًا، وأنواعًا أخرى من العلاج السلوكي للمراهقين. كما يمكن أن تلعب المدرسة دورًا مهمًا من خلال التدخلات السلوكية والدعم الأكاديمي.
ولا يقتصر تأثير ADHD على الأداء الدراسي للطفل، بل يمتد ليشمل علاقاته الأسرية والاجتماعية، ويهدف العلاج السلوكي إلى تقليل السلوكيات غير المرغوبة وتعزيز مهارات التنظيم الذاتي. غالبًا ما يكون العلاج السلوكي أكثر فعالية عند بدء تطبيقه فور التشخيص.
نصائح عملية لإدارة السلوك في المنزل
وضع روتين ثابت، اتبع جدولًا زمنيًا ثابتًا للأنشطة اليومية، من الاستيقاظ حتى النوم.
التنظيم، شجع طفلك على وضع حقائبه المدرسية وألعابه في أماكن محددة لتجنب فقدانها.
الحد من المشتتات، أبعد التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي وأي ضوضاء عند قيام الطفل بواجباته المدرسية.
تقليل الخيارات، قدم للطفل خيارات محدودة لتجنب الشعور بالإرهاق.
التواصل الواضح، استخدم توجيهات قصيرة ومحددة، واستمع لطفلك جيدًا.
تقسيم المهام، قسم المهام المعقدة إلى خطوات أبسط وأقصر.
استخدام نظام المكافآت، حدد أهدافًا واقعية وكافئ السلوكيات الإيجابية.
تطبيق الانضباط الفعال، استخدم أساليب مثل “وقت الراحة” أو سحب الامتيازات بدلًا من الصراخ أو العقاب الجسدي.
توفير الفرص الإيجابية، شجع طفلك في الأنشطة التي يبرع فيها (مثل الرياضة أو الفن أو الموسيقى) لخلق تجارب إيجابية.
الحفاظ على نمط حياة صحي، تأكد من أن طفلك يتناول طعامًا صحيًا، ويمارس النشاط البدني، ويحصل على قسط كافٍ من النوم.
يستمر اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في مرحلة البلوغ لدى ما لا يقل عن ثلث الأطفال المصابين به. يمكن أن يشمل علاج البالغين الأدوية، والعلاج النفسي، والتدريب، أو مزيجًا من هذه العلاجات.