6 مخرجين جدد ينضمون إلى الإقامة الفنية في مهرجان كان السينمائي الـ50

محمد عطيفي

المنارة: متابعات

انضم كل من ليتسا بيدناريكوفا، فيديريكو لويس، ماكسيم ناتكونيتشني، لايس سانتوس أراوخو، باران سارماد، وديان ويس إلى النسخة الـ50 من برنامج الإقامة الفنية (La Résidence) التابع لمهرجان كان السينمائي.

ويستمر البرنامج من 1 أكتوبر 2025 حتى 15 فبراير 2026، حيث يقيم المشاركون في باريس خلال هذه الفترة، ويتلقون دعماً وتوجيهاً متخصصاً لتطوير وكتابة الفيلم الروائي الطويل الأول أو الثاني في مسيرتهم.

منذ تأسيسه عام 2000، يلعب برنامج الإقامة الفنية لمهرجان كان دورًا مهمًا في اكتشاف ودعم المواهب السينمائية العالمية، من خلال توفير بيئة إبداعية ملهمة وإشراف فني من خبراء الصناعة.

وتهدف هذه الدورة الخمسون، على غرار الدورات السابقة، إلى رعاية أصوات سينمائية جديدة في المشهد العالمي، مع تعزيز التنوع الثقافي والرؤى المختلفة، بما يسهم في تجديد لغة السينما وتوسيع آفاقها الإبداعية.

ماكسيم ناتكونيتشني.. مخرج أوكراني يصنع اسمه عالميًا رغم الحرب

يرى المخرج الأوكراني ماكسيم ناتكونيتشني أن مشاركته في برنامج La Résidence التابع لمهرجان كان السينمائي تمثل فرصة ثمينة للتركيز على مشروعه السينمائي في بيئة آمنة، بعيدًا عن ضغوط الحرب.

ويؤكد أنه يعتزم خلال فترة الإقامة الانتهاء من كتابة السيناريو وتجهيزه لمرحلة الإنتاج.

ويشير ناتكونيتشني إلى أن السينما الأوكرانية تعاني في زمن الحرب من نقص التمويل، وغياب الاستقرار والدعم المهني والأمان، ما يجعل هذه الفرصة «استثنائية» وقد تساهم في تقريب فيلمه الجديد من شاشة العرض العالمية،  مع الحفاظ على أصالة قصته وهويتها المحلية.

يحمل ناتكونيتشني درجة البكالوريوس في الإخراج من جامعة كاربينكو-كاري الوطنية للمسرح  والسينما والتلفزيون في كييف.

وبعد تجربة في العمل التلفزيوني، شارك في تأسيس شركة الإنتاج المستقلة Tabor، التي تنتج أفلامًا وثائقية وروائية ومسرحيات ومحتوى تجاري واجتماعي، إضافة إلى مبادرات ثقافية تطوعية.

أخرج ناتكونيتشني عدة أفلام روائية قصيرة، ويُعد من الأسماء البارزة في إنتاج الأفلام الوثائقية.

وحاز على جائزة أفضل ظهور أول في مهرجان IDFA 2020 عن فيلم This Rain Will Never Stop، كما نال الجائزة الكبرى لقسم Generation 14plus في مهرجان برلين السينمائي الدولي (البرليناله) الـ67 عن فيلم School #3.

في عام 2022، قدم أول أفلامه الروائية الطويلة Butterfly Vision، الذي اختير للعرض ضمن قسم “نظرة ما – Un Certain Regard” في مهرجان كان السينمائي، ليترسخ اسمه كأحد أبرز الأصوات السينمائية الصاعدة في أوروبا.

باران سارماد – إيران مخرجة تؤمن بأن الإقامة في كان هي محطة ثقة وانطلاقة جديدة

تقول المخرجة الإيرانية باران سارماد:

«نشأتُ في مجتمع كان من غير المألوف أن تقول فتاة صغيرة إنها تريد أن تتولى دوراً قيادياً مثل قبطان سفينة أو قائدة طائرة أو قاضية.

وكان الإخراج السينمائي واحداً من تلك الأحلام الجريئة المليئة بالعقبات والقيود.

اليوم، منحي فرصة الانضمام إلى إقامة مهرجان كان يمنحني إيماناً عميقاً وثقة كبيرة.

إنه دليل على أنني أسير على الطريق الصحيح ويجب أن أواصل طريقي رغم التحديات.

فهذه الإقامة تعد ملاذاً إبداعياً يمكنني من خلاله إعادة كتابة السيناريو، واكتساب الإلهام عبر الإرشاد الفني، ومشاركة هذه الرحلة مع خمسة كتّاب آخرين من مختلف أنحاء العالم».

من هي باران سارماد؟

باران سارماد مخرجة ومنتجة إيرانية معروفة بهويتها السينمائية المميزة، حيث تمزج بين الواقع والخيال وتغوص في العوالم العاطفية المعقدة. أخرجت فيلمها القصير الأول Must Black عام 2014، قبل أن تدرس الأدب الدرامي في جامعة السوره للفنون في طهران.

أثناء دراستها الجامعية، شاركت في تأسيس استوديو سينمائي مستقل مع محمد رضا ميغاني، وقدما معاً فيلم Dar (2015)، ثم Cleaner (2018). أما فيلمها القصير الاحترافي الأول Spotted Yellow (2019)، فقد عُرض لأول مرة في مهرجان لوكارنو السينمائي وشارك في العديد من المهرجانات الدولية المرموقة.

في عام 2020، عملت سارماد كمنتجة ومصممة مناظر لفيلم Orthodontics، الذي رُشح لجائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم قصير في مهرجان كان.

حاليًا، تعمل باران على فيلمها الروائي الطويل الأول بعنوان Mellow Pink، والذي تأمل أن يكون خطوة جديدة في مسيرتها السينمائية العالمية.

لائيس سانتوس آراؤجو.. صوت نسائي برازيلي صاعد يلمع في إقامة مهرجان كان السينمائي

تواصل المخرجة والسيناريست البرازيلية لائيس سانتوس آراؤجو ترسيخ حضورها كواحدة من أبرز المواهب الشابة في السينما العالمية، بعد اختيارها ضمن برنامج إقامة مهرجان كان السينمائي (La Résidence) الذي يتيح لصناع الأفلام من مختلف الدول تطوير مشاريعهم الروائية الجديدة في بيئة إبداعية استثنائية في قلب باريس.

وقالت لائيس عن مشاركتها في البرنامج:

“أن أضع الكتابة في قلب أيامي هو امتياز حلمت به طويلاً، وأنا ممتنة جدًا لإقامة لا ريزيدانس على منحي هذه الفرصة.

ويصبح الأمر أكثر تميّزًا حين أفكّر بأنني سأفعل ذلك في باريس، محاطةً بفنانين آخرين، وبدعم كبير من مهرجان كان.”

وأضافت: “أمنيتي هي استغلال هذا الوقت للغوص في حكايتي، صقلها، وإعادة اكتشافها، والخروج بسيناريو جديد جميل في نهاية البرنامج، إلى جانب مجموعة قصص جديدة من أيامي كمقيمة.”

وُلدت لائيس عام 1993 في مدينة ماسيو شمال شرقي البرازيل، وهي مخرجة وسيناريست ومؤسِّسة شركة الإنتاج Aguda Cinema.

تتركّز أعمالها على الحكايات السردية ذات الشخصيات المعقدة أخلاقيًا، مع استكشاف عميق لقضايا الأنوثة والعنف.

حقق فيلمها القصير الأول Como ficamos da mesma altura (2019) انطلاقة قوية بعد عرضه في مهرجان روتردام الدولي للأفلام (IFFR).

أما فيلمها Infantaria فحصد جائزة الجيل 14+ لأفضل فيلم قصير في الدورة الـ73 من مهرجان برلين السينمائي (البرليناله)، وعُرض في أكثر من 70 مهرجانًا دوليًا، كما اختير للمنافسة على الجائزة الكبرى للسينما البرازيلية.

وفي 2025، شاركت في إخراج أول فيلم روائي طويل لها Marina بالشراكة مع المخرج بيثرس تيبورتسيو، بدعم من صندوق هوبيرت بالس، وهو حاليًا في مرحلة ما بعد التصوير.

وتعمل لائيس حاليًا على تطوير فيلمها الروائي الجديد Infantaria بنسخة طويلة، وهو مشروع حظي بدعم مبادرات سينمائية عالمية مرموقة مثل La Fabrique Cinéma، CineLatino Toulouse، BrLab وCineMundi، ما يؤكد مكانتها كإحدى أبرز الأصوات السينمائية النسائية الصاعدة في أميركا اللاتينية والعالم.

فيديريكو لويس.. موهبة أرجنتينية تواصل التألق في إقامة مهرجان كان السينمائي

يُعد المخرج الأرجنتيني الشاب فيديريكو لويس واحدًا من أبرز الأصوات السينمائية الصاعدة في أميركا اللاتينية، بعدما حقق حضورًا قويًا في كبرى المهرجانات الدولية، ويواصل اليوم تطوير مشروعه السينمائي الجديد ضمن برنامج إقامة مهرجان كان السينمائي (La Résidence du Festival de Cannes).

وقال لويس عن تجربته: “ستكون هناك مساحة هائلة للحلم في الإقامة.

أتوقع أن نجد جميعًا روتينًا يسمح لنا بأن نحلم بانضباط؛ أن لا نفعل شيئًا سوى الكتابة والقراءة. الشتاء سيساعدنا بالتأكيد.”

ولد لويس في بوينس آيرس عام 1990، ويحمل شهادة في علوم الاتصال الاجتماعي من جامعة بوينس آيرس.

سجّل انطلاقته القوية عام 2024 حين فاز فيلمه الروائي الطويل الأول “Simón de la Montaña” بالجائزة الكبرى لأسبوع النقّاد في مهرجان كان.

وفي 2023، حصد جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية (IDFA) عن فيلم “En El Mismísimo Momento”.

كما حقق فيلمه القصير “La Siesta” نجاحًا دوليًا بعد عرضه ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان 2019، وفوزه بجائزة BAFICI، وحصوله على تنويه شرفي من TIFF.

حالياً، يعمل لويس على فيلمه الطويل المقبل “The Dog Trainer” الذي حظي باهتمام مؤسسات سينمائية مرموقة، حيث تم اختياره من قبل أكاديمية السينما في إسبانيا، وتورينو فيلم لاب، وOxbelly Retreat، وهو الآن قيد التطوير داخل إقامة مهرجان كان، في خطوة جديدة تعزز مكانته كأحد أهم المخرجين الواعدين عالميًا.

أليتسا بيدناريكوفا.. مخرجة سلوفاكية تطور أول أفلامها الروائية في إقامة مهرجان كان

 

أعربت المخرجة السلوفاكية أليتسا بيدناريكوفا عن فخرها باختيارها ضمن برنامج La Résidence التابع لمهرجان كان السينمائي، معتبرة أن هذه المشاركة تمثل دعمًا كبيرًا لمشروعها في مرحلة مبكرة وحاسمة من التطوير.

وقالت بيدناريكوفا: “أن أكون جزءًا من La Résidence يعني حصولي على دعم كبير لمشروعي في مرحلة تطويره الأولى. إنه تشجيع ثمين يؤكد أن هذه القصة مهمة وتستحق أن تُروى.

القدرة على التوقف عن كل شيء والتفرغ للكتابة لأكثر من أربعة أشهر امتياز نادر لأي صانع أفلام، ويكتسب معنى أعمق بالنظر إلى تاريخ هذا البرنامج. أشعر بفخر كبير للمشاركة فيه.”

وتقيم أليتسا حاليًا في براغ، وهي مخرجة تحمل شهادة البكالوريوس في الإخراج الروائي من أكاديمية الفنون المسرحية في براتيسلافا، وتستكمل حاليًا درجة الماجستير في الإخراج من جامعة FAMU الشهيرة.

لفتت الأنظار بفيلمها القصير Boredom (2020) الذي عُرض في مهرجان EnergaCAMERIMAGE، ونال جائزة يان فاينور في المسابقة الوطنية IGRIC عام 2021.

ثم حققت نجاحًا أكبر بفيلمها القصير Liquid Bread (2021) الذي اختير للعرض في La Cinef بمهرجان كان، وFuture Frames في كارلوفي فاري، وكليرمون-فيرون، كما وصل إلى نصف نهائيات جوائز الأوسكار الطلابية.

وتعد أليتسا خريجة برنامج Les Arcs Talent Village الداعم للمواهب الأوروبية.

وبعد إنجاز النسخة القصيرة من فيلمها الروائي الطويل الأول Attention Whores كمشروع تخرج في FAMU، بدأت الآن تطوير النسخة الكاملة من الفيلم ضمن إقامة مهرجان كان السينمائي، في خطوة تؤكد مكانتها كأحد أبرز الأصوات الجديدة في السينما السلوفاكية والأوروبية.

ديان وِيس.. صانع أفلام جنوب أفريقي يطور أول فيلم روائي طويل في إقامة مهرجان كان

 

أعرب المخرج الجنوب أفريقي ديان وِيس عن حماسه البالغ لاختياره ضمن النسخة الخمسين من إقامة La Résidence التابعة لمهرجان كان السينمائي، معبّرًا عن تقديره لفرصة التفرغ الكامل للكتابة في باريس لمدة أربعة أشهر ونصف، وسط مجتمع من عشاق السينما.

وقال وِيس: “أنا متحمس للغاية للمشاركة في النسخة الخمسين من La Résidence. العيش في باريس طوال هذه الفترة، مكرّسًا لكتابة أول فيلم روائي طويل لي، ومحاطًا بأشخاص يشاركونني حب السينما، هو حلم يتحقق. أتطلع للغوص في نصي، ومشاهدة ومناقشة الكثير من الأفلام، وتكوين صداقات دائمة.”

ولد ديان وِيس عام 1991 في جنوب أفريقيا، وحصل على درجة الماجستير في الدراسات السينمائية بتفوق من جامعة كيب تاون، ويواصل حاليًا دراسة الدكتوراه في جامعة خرونينغن بهولندا.

قدم ثلاثة أفلام قصيرة نالت استحسان النقاد وعُرضت في أكثر من مئة مهرجان دولي، بينها Clermont-Ferrand وPalm Springs ShortFest وMessage to Man وTampere وZINEBI Bilbao.

وحقق فيلمه القصير Bergie (2022) جائزة Tanit d’Argent لأفضل فيلم قصير في مهرجان قرطاج السينمائي، بينما اختير فيلمه الأحدث Vultures (2025) ضمن المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة في الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان كان، حيث فاز بجائزة Unifrance Short Film Grand Prix.

ويعمل ديان وِيس حاليًا على تطوير أول فيلم روائي طويل له ضمن إقامة La Résidence du Festival de Cannes، في خطوة تؤكد مكانته كأحد أبرز صانعي السينما الشباب في إفريقيا والعالم.

 

📎 رابط مختصر للمقال: https://almanara.media/?p=18804
شارك هذه المقالة