المنارة: متابعات
في كل عام، يتوشّح العالم باللون الوردي في شهر أكتوبر، ليحمل رسالة إنسانية وصحية بالغة الأهمية: التوعية بسرطان الثدي.
فهو ليس مجرد مناسبة رمزية أو حملة دعائية، بل فرصة حقيقية لتذكير النساء بأهمية العناية بصحتهن، والالتفات إلى أجسادهن قبل فوات الأوان.
ورغم ما تحقق من إنجازات في مجالات العلاج والتشخيص، لا يزال الكشف المبكر هو السلاح الأقوى في مواجهة هذا المرض، إذ تؤكد منظمة الصحة العالمية أن اكتشاف السرطان في مراحله الأولى يرفع نسب الشفاء إلى أكثر من 95%، لكن، كيف يمكن للمرأة أن تجعل من أكتوبر بداية جديدة لأسلوب حياة صحي ومستدام؟
الكشف المبكر.. مفتاح النجاة
الوعي هو الخطوة الأولى نحو الوقاية.
احرصي على القيام بالفحص الذاتي للثدي مرة كل شهر بعد انتهاء الدورة الشهرية، ولا تترددي في مراجعة الطبيب لإجراء الفحص السريري السنوي.
أما تصوير الماموغرام، فيُوصى به ابتداءً من سن الأربعين، أو قبل ذلك في حال وجود تاريخ عائلي للإصابة.
الفحص لا يعني الخوف، بل هو رسالة حب منكِ لنفسك ولمن تحبين.
غيّري طبقكِ قبل أن تغيّري دواءكِ
الغذاء هو خط الدفاع الأول ضد الأمراض.
تشير دراسات متعددة إلى أن النظام الغذائي الغني بمضادات الأكسدة والفيتامينات يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
احرصي على:
-
الإكثار من الخضراوات الورقية والفواكه الطازجة.
-
تقليل اللحوم المصنعة والدهون المشبعة.
-
إدخال الحبوب الكاملة والبقوليات ضمن وجباتك اليومية.
-
اعتماد الدهون الصحية مثل زيت الزيتون والأفوكادو.
فكل لقمة متوازنة اليوم، هي استثمار في صحتك غدًا.
الحركة حياة
الرياضة ليست رفاهية، بل دواء وقائيّ فعّال.
توصي الجهات الصحية العالمية بممارسة 150 دقيقة من النشاط البدني أسبوعيًا، أي نصف ساعة يوميًا لخمس مرات أسبوعيًا.
المشي السريع، ركوب الدراجة، الرقص، أو حتى التمارين المنزلية — جميعها كافية لتحريك الطاقة وتجديد المزاج وتقوية المناعة.
الجمال الصامت للصحة
في خضم ضجيج الحياة، تغفل الكثير من النساء عن أهمية الراحة النفسية والنوم المنتظم.
قلة النوم لا تسرق فقط التركيز، بل تُربك الهرمونات وترفع مستويات التوتر في الجسم.
احرصي على النوم ما بين 7 إلى 8 ساعات ليلًا، وتجنّبي الشاشات قبل النوم بساعة على الأقل.
القليل من الهدوء والتأمل قبل النوم كفيل بإعادة التوازن لجسدك وعقلك.
شهر أكتوبر ليس مجرد مناسبة للتوعية بسرطان الثدي، بل هو دعوة مفتوحة لكل امرأة لتصالح نفسها مع جسدها، وتمنحه ما يستحق من عناية واهتمام.
فالصحة النسائية ليست مسؤولية شهر، بل رحلة مستمرة من الوعي، تبدأ بخطوة صغيرة… وفحص بسيط قد يُنقذ حياة.






