جديد “نوفل”: نوفيلا “ليلة السكاكين” للكاتب والمخرج السوري عروة المقداد

نيرة جمال

المنارة: متابعات

صدرت حديثًا عن دار نوفل / هاشيت أنطوان نوفيلا بعنوان «ليلة السكاكين» للكاتب والمخرج السوري عروة المقداد. تأتي الرواية القصيرة لتختصر حكاية بلدٍ يمكن أن يكون أي بلد في عالمنا، وتقدّم صورة عميقة عن المجتمعات الغارقة في الأسطورة والخرافة.

تعرض الرواية بلغةٍ واقعيةٍ ورمزيةٍ في الوقت نفسه كيف تُستغل الأساطير لتغذية المخيال الجمعيّ، وكيف تُستخدم تلك القصص أداةً في يد السلطة غير المباشرة للتأثير على الناس وتحقيق مصالحها.

 حكاية قرية تبحث عن بطل

تقع النوفيلا في 176 صفحة وتدور أحداثها حول جريمة قتل ابن سلامة في قريته الصغيرة، بعد خمسة عشر عامًا من غيابه عنها. ومع تطور الأحداث، يكتشف القارئ فظاعة الجريمة التي تفوق، في نظر الراوي، كل فظائع الحرب التي مرّت بها القرية.

يتواطأ أهالي القرية في قتل ابن سلامة بعدما صنعوا منه بطلًا أسطوريًا سابقًا للحرب. وهكذا، يعرّي المقداد مجتمعًا مفككًا غارقًا في الأساطير، تتحكم به سلطة رمزية يمثلها المختار وحلفاؤه، الذين يتلاعبون بعقول الناس عبر القصص والخرافات.

لغة مشوّقة وأسلوب بصريّ مؤثر

بأسلوبه السينمائي، ينجح عروة المقداد في توصيف أقسى مشاهد العنف بلغة سلسة ومكثفة. يستند الكاتب إلى خبرته الإخراجية ليورّط القارئ في تفاصيل القصة، فيجد نفسه ممزقًا بين التعاطف مع البطل والنقمة على خذلان قريته له.

 نبذة الناشر

تقدّم الرواية حكاية قرية صغيرة مجهولة تجعل من ابنها بطلًا ثم تنقلب عليه. يسأل النص: هل هذه القرية مجهولة فعلًا، أم أنها قصة كل القرى والمجتمعات البشرية؟

من خلال سرد واقعيّ رمزيّ، تكشف الرواية عطش المجتمعات المتخلّفة للأسطورة وحاجتها إلى بطل تصنعه وتدمّره في الوقت ذاته. وتُظهر كيف تتحول الخرافة إلى وسيلة هروب من واقع مأزوم لا يجد خلاصه إلا عبر أوهام البطولة.

عن الكاتب عروة المقداد

عروة المقداد كاتب ومخرج سوري من درعا، من مواليد دمشق عام 1985. نال جائزة سمير قصير لحرية الصحافة عام 2014، وجائزة معهد غوته لكتابة القصة القصيرة في بيروت عن قصة «السيدة سوزان».

نالَت أفلامه «300 ميل»، «النشور»، و«تحت سماء حلب» جوائز عالمية، كما ينشر مقالات نقدية في صحف ومواقع عربية بارزة منها العربي الجديد والحياة ورصيف 22.

📎 رابط مختصر للمقال: https://almanara.media/?p=21945
شارك هذه المقالة