نصائح للأمهات للتعامل مع ضغوط واجبات ودروس الأبناء

محمد عطيفي

المنارة: القاهرة

مع بداية كل عام دراسي جديد، تعيش كثير من الأمهات حالة من الضغط النفسي والعصبي بسبب متابعة الدروس والواجبات اليومية للأبناء، خاصة مع تعدد المناهج الدراسية وازدحام الأنشطة.

وتزداد المسؤولية على الأم العاملة التي تحاول التوفيق بين عملها، واحتياجات أطفالها التعليمية، وإدارة المنزل.

يرى الخبراء أن التعامل مع ضغوط الدراسة لا يجب أن يكون مصدر توتر للأسرة، بل فرصة لبناء تواصل أقوى بين الأم وأطفالها، إذا ما تم التعامل معها بحكمة وتنظيم.

تنظيم الوقت: خطوة أولى نحو الهدوء الأسري

يُعتبر تنظيم الوقت أساس النجاح في أي بيت أثناء فترة الدراسة.

تقول الأخصائية التربوية الدكتورة مي عبد الله إن وضع جدول يومي واضح يساعد في تقليل التشتت والضغط، ويمنح كل فرد من أفراد الأسرة مساحة زمنية لإنجاز مهامه.

تنصح الأمهات بتخصيص أوقات محددة للمذاكرة، وأخرى للراحة والترفيه، مع مراعاة قدرات كل طفل من حيث التركيز والتحصيل الدراسي.

كما يُفضّل إعداد الجدول بشكل مشترك مع الطفل حتى يشعر بالمسؤولية والانتماء للنظام اليومي.

تجنب المقارنة وبناء الثقة في الأبناء

من أكثر الأخطاء التي تقع فيها الأمهات هو مقارنة الأبناء بزملائهم أو إخوتهم، ظنًا أن ذلك يحفزهم، لكنه في الحقيقة يولد لديهم الإحباط.

يقول الخبراء إن المقارنة تؤثر سلبًا على الثقة بالنفس، وتجعل الطفل يشعر بالعجز أو الفشل.

الأفضل هو تشجيع الطفل على المنافسة مع ذاته، وتحفيزه على التحسن المستمر مهما كان بسيطًا.

الثناء على الجهد وليس فقط على النتيجة، يُحدث فارقًا كبيرًا في تعزيز دافعية التعلم.

صحة الأم النفسية مفتاح استقرار البيت

تشير دراسات عديدة إلى أن الحالة النفسية للأم تنعكس بشكل مباشر على أداء الأبناء الدراسي.

فالأم الهادئة والواثقة تُشعر أبناءها بالأمان، بينما التوتر الزائد ينعكس في شكل قلق أو تشتت لديهم.

لذلك، يُنصح الأمهات بممارسة بعض الأنشطة اليومية لتخفيف الضغط، مثل المشي، أو الاستماع للموسيقى الهادئة، أو تمارين التنفس.

كما يجب على الأم ألا تهمل وقتها الشخصي، لأن العناية بالنفس ليست رفاهية، بل ضرورة لتربية سليمة ومتوازنة.

التعاون الأسري أساس النجاح الدراسي

نجاح الأبناء دراسيًا لا يقع على عاتق الأم وحدها، بل يحتاج إلى مشاركة الأب وتشجيع الأسرة ككل.

يمكن للأب المساهمة في مراجعة بعض الدروس أو تنظيم الأنشطة الترفيهية بعد المذاكرة لتخفيف الضغط النفسي.

كما أن مشاركة الإخوة الأكبر سناً في مساعدة الصغار تخلق روح التعاون وتخفف العبء عن الأم.

المرونة هي السر الحقيقي للنجاح

في النهاية، التعامل مع ضغوط الدراسة يتطلب هدوءًا ومرونة، وليس المثالية المطلقة.

على الأم أن تتذكر أن الهدف ليس فقط إنجاز الواجبات، بل بناء طفل متزن وسعيد.

فكل لحظة قلق يمكن أن تتحول إلى لحظة دعم، وكل تحدٍّ يمكن أن يصبح فرصة لبناء الثقة بين الأم وطفلها.

📎 رابط مختصر للمقال: https://almanara.media/?p=16015
شارك هذه المقالة