محمود شقير يكمل مسيرته في سيرة «هامش أخير» ويكشف أسرار حياته

نيرة جمال

المنارة: متابعات

أصدرت دار نوفل – هاشيت أنطوان الجزء الثالث والأخير من سيرة الكاتب الفلسطيني محمود شقير بعنوان «هامش أخير»، ليكمل ما بدأه في الجزأين السابقين: «تلك الأزمنة» و«تلك الأمكنة».

وفي هذا الجزء، يستعرض شقير مسيرة حياته الطويلة، مكملاً ما كان ناقصًا، ومؤكدًا رؤيته التي طالما كررها: “أكتب لعلّ العالم يصبح أجمل، ولعلّ الشرّ يكون أقل”.

الكتابة وسيلة للحياة والدفاع عن القيم

في مقدمة الكتاب، يوضح شقير سبب اختيار عنوان «هامش أخير»، مؤكدًا أن الكتابة عنده ليست مجرد سرد للذكريات، بل وسيلة للدفاع عن الحق والخير والجمال، ومحاولة لإعلاء شأن الإنسان والإنسانية بعيدًا عن ظلم الطغاة.

ويضيف: “أكتب لكي لا تكون حياتي خاوية جوفاء، فالكتابة هي التي تُعينني على مواصلة الحياة”.

القدس في صميم السيرة

تحضر القدس كثيمة مركزية في الكتاب، ليس فقط كمدينة، بل كجزء من تكوين شخصية الكاتب ووعيه الأدبي. يستعرض شقير حال المدينة الحضاري قبل النكبة، ثم تحولات المدينة المتتالية بفعل الأحداث السياسية والاجتماعية، ما يجعل من القدس أكثر من مجرد خلفية تاريخية، بل شخصية فاعلة في سيرته.

لمحات شخصية وثقافية

يقدم شقير في هذا الجزء سردًا لشخصيات عديدة لعبت دورًا في حياته، من أدباء وأصدقاء ونساء، بالإضافة إلى ذكر المدن التي زارها في فلسطين وخارجها، مثل بيروت ودمشق والجزائر وبلغراد وإسطنبول وبراغ. ويختتم الكتاب بملحق خاص يضم معايدات لكتاب بمناسبة عيد ميلاده الثمانين، وشهادات في كتاباته وإنجازاته.

سرد ممتع يجمع بين التفاصيل والتاريخ

تتسم السيرة بأسلوب هادئ ولغة واضحة، تتنقل بين الإمتاع والتأمل والطرافة، حيث يعرّي شقير ذاته بدون أقنعة أو خوف من مواجهة الواقع بصراحة وجرأة. في الجزأين السابقين، يعرض شقير تجربته الشخصية والسياسية والثقافية منذ الأربعينيات وحتى اليوم، مما يجعل السيرة تأريخًا ثقافيًا وسياسيًا هامًا للفلسطينيين والعرب.

محمود شقير: سيرة حياة حافلة بالإبداع

ولد محمود شقير في القدس عام 1941، ويكتب القصة والرواية للكبار والفتيان. أصدر حتى الآن 85 كتابًا، بالإضافة إلى ستة مسلسلات تلفزيونية طويلة وأربع مسرحيات. تُرجمت أعماله إلى 12 لغة بينها الإنجليزية والفرنسية والسويدية والفارسية والتركية.

نال شقير العديد من الجوائز المرموقة، منها:

  • جائزة محمود درويش للحرية والإبداع (2011)

  • جائزة القدس للثقافة والإبداع (2015)

  • جائزة دولة فلسطين في الآداب (2019)

  • جائزة الشرف من اتحاد الكتاب الأتراك (2023)

  • جائزة فلسطين العالمية للآداب (2023)

يتنقل شقير بين بيروت وعمّان وبراغ ويقيم حاليًا في القدس، مستمرًا في إنتاج أعماله الأدبية التي تخلد الثقافة الفلسطينية وتعكس تجربة إنسانية عميقة.

📎 رابط مختصر للمقال: https://almanara.media/?p=20448
شارك هذه المقالة