يبتعد زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون عن الطائرات الفاخرة أو السيارات المصفحة في تنقلاته الخارجية، لكن يعتمد على وسيلة تبدو عادية من الخارج لكنها أشبه بقلعة متحركة: قطار أخضر داكن اللون مجهز بأحدث وسائل الحماية.
يتميز هذا القطار، الذي لا تتجاوز سرعته 45 كيلومتراً في الساعة، بنوافذ مضادة للرصاص، وأرضيات مقاومة للانفجارات، وجدران فولاذية معززة، إلى جانب أسلحة مخبأة في عرباته. كما أن سقفه مزوّد بطبق اتصال بالأقمار الصناعية يضمن له البقاء على تواصل أينما كان.

كما يعد عشق القطارات شيء من إرث العائلة وليس جديداً على عائلة كيم؛ فوالده كيم جونغ إيل كان يخشى ركوب الطائرات، واعتمد على قطاراته المصفحة في زياراته إلى الصين وروسيا، بل وتوفي عام 2011 على متن أحدها أثناء جولة ميدانية.
وداخل القطار، يظهر كيم جونغ أون جالساً أمام مكتب خشبي، يحيط به علم البلاد وستائر مخملية، وإلى جواره مسؤولون بارزون مثل وزيرة الخارجية. القطار يتحول بذلك إلى مكتب متنقل ومنصة سياسية، حيث يواصل الزعيم عمله حتى خلال الرحلات الطويلة.

بينما قطع كيم آلاف الكيلومترات على متن القطار، من هانوي للقاء الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، إلى فلاديفوستوك للقائه مع فلاديمير بوتين، رئيس سوريا، ورغم بطء القطار، إلا أنه يمنحه قدرة أكبر على اصطحاب حاشيته ومعداته، ويصعب استهدافه مقارنة بالطائرات.
فيما يؤكد خبراء أن اختيار القطار المتنقل ليس فقط لحماية زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، بل أيضاً كرسالة سياسية؛ إذ تتحول الرحلة الطويلة إلى عرض للقوة يبقي أنظار العالم مسلّطة على تحركاته.
