المنارة: وكالات
أعلن باحثون من جامعة كوليدج لندن (UCL) عن تطوير فحص طبي مبتكر يهدف إلى تحسين تشخيص وعلاج مرض ارتفاع ضغط الدم، الذي يُعد من أكثر الأمراض انتشاراً على مستوى العالم.
يتميز هذا الفحص بقدرته على الكشف عن فرط إنتاج هرمون الألدوستيرون، وهو عامل خفي يُعتقد أنه مسؤول عن حوالي 25% من حالات ارتفاع ضغط الدم. يُمثل هذا الإنجاز خطوة مهمة نحو تقديم رعاية صحية أكثر دقة وفعالية للمرضى الذين يعانون من هذا المرض المزمن.
ويُعد الألدوستيرون هرموناً تنتجه الغدد الكظرية لتنظيم مستويات الملح في الجسم، لكن ارتفاعه يؤدي إلى احتباس الملح وزيادة ضغط الدم، فيما يعرف بـ الألدوستيرونية الأولية، وهي حالة تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية وأمراض الكلى.
ورغم خطورتها، غالباً ما تُغفل هذه الحالة لكون تشخيصها معقداً ويتطلب سلسلة طويلة من الفحوصات، وصولاً إلى إجراء غازي يتضمن وضع قسطرتين داخل أوردة الفخذ لقياس مستويات الهرمون في كل غدة كظرية، وهو اختبار صعب ونادراً ما يُجرى.
تقنية PET-CT
وللتغلب على صعوبات التشخيص، استخدم الباحثون فحص PET-CT المتقدم، الذي يقدّم صوراً ثلاثية الأبعاد عالية الدقة. وطوّر الفريق مركب تتبعاً إشعاعياً يرتبط بإنزيم سينثاز الألدوستيرون، المسؤول عن إنتاج الهرمون.
وعند حقن هذا المركب في وريد المريض، امتصته الغدد الكظرية التي تفرط في إنتاج الألدوستيرون، ما جعلها تتوهّج بشكل واضح في الصور، وبالتالي أمكن تحديد مصدر الاضطراب بدقة.
وفي أول اختبار سريري شمل 17 مريضاً في مستشفى جامعة كوليدج لندن، نجح الباحثون في تحديد المناطق المسؤولة عن زيادة إنتاج الهرمون دون تسجيل أي آثار جانبية.
نتائج تشخيصية أسرع وأدق
ويستغرق هذا الفحص نحو 10 دقائق فقط، ما يجعله أداة عملية يمكن أن تساعد الأطباء في تحديد أفضل علاج، سواء عبر إزالة الغدة المصابة جراحياً أو باستخدام أدوية جديدة تستهدف إنتاج الألدوستيرون مباشرة.
وقال البروفيسور برايان ويليامز، رئيس قسم الطب بجامعة كوليدج لندن والقائد السريري للدراسة:
“انتظرنا اختباراً كهذا لعقود.إنه نقلة نوعية في تشخيص فرط الألدوستيرون كسبب خفي ومهم لارتفاع ضغط الدم، وسيمكننا من تقديم علاج أكثر دقة وفعالية.”
وأوضح ويليامز، أن هذه التقنية تمثل المرة الأولى التي يصبح فيها بالإمكان تصوير المرض نفسه، مشيراً إلى أن قوة الإشارة المتوهجة تعكس مستوى نشاط إنتاج الألدوستيرون، ما قد يسمح باستهداف المناطق المصابة بشكل أدق مستقبلاً.






