دهون وهرمونات وحمل.. أسرار نقص فيتامين “د” لدى النساء

نيرة جمال

المنارة: متابعات

يُعرف فيتامين “د” بلقب “فيتامين الشمس”، إذ يُعدّ حجر أساس في بناء العظام وتقوية المناعة وتحسين المزاج، غير أن ما لا تدركه كثير من النساء هو أن أجسامهن لا تحصل غالباً على القدر الكافي منه، رغم أهميته البالغة.

فبحسب دراسة حديثة أجراها باحثون في الهند ونشرتها صحيفة تايمز أوف إنديا، فإن نقص فيتامين “د” لدى النساء لا يرتبط فقط بالتعب أو الإرهاق، بل يمتد أثره إلى الهرمونات وصحة العظام والطاقة الذهنية، بل وحتى الحالة المزاجية، مما يجعله فيتامينًا محورياً في توازن الجسد الأنثوي.

تخزين مختلف.. ومعادلة صعبة

الاختلاف بين الرجل والمرأة في معالجة فيتامين “د” ليس مسألة حجم أو وزن، بل طبيعة بيولوجية بحتة. فالنساء يمتلكن نسبة دهون أعلى من الرجال، وبما أن فيتامين “د” قابل للذوبان في الدهون، فإنه يُحتجز داخل الأنسجة الدهنية بدلاً من أن يتاح بحرية في مجرى الدم.
وبالتالي، حتى لو نالت المرأة قسطًا كافيًا من أشعة الشمس أو تناولت أطعمة غنية بالفيتامين، يبقى جزء كبير منه “حبيسًا” في الخلايا الدهنية، فلا يستفيد منه الجسم بالشكل المطلوب.
أما الرجال، فبحسب الباحثين، يمتصون الفيتامين ويستخدمونه بكفاءة أعلى، مما يجعل النساء بحاجة إلى كميات إضافية عبر الغذاء أو المكملات أو التعرض المنتظم لأشعة الشمس.

هرمونات في مواجهة النقص

لا يتوقف الأمر عند حدود التخزين، إذ تؤدي التغيرات الهرمونية لدى النساء دورًا بالغ الأثر في تفاعل الجسم مع فيتامين “د”.
فهرمون الإستروجين، الذي يساعد فيتامين “د” على تنظيم الكالسيوم والحفاظ على قوة العظام، يتراجع مع التقدم في السن، لا سيما خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث وما بعدها، ما يجعل امتصاص الفيتامين واستخدامه أقل كفاءة.
وبمرور الوقت، تتضاعف المخاطر؛ إذ تتعرض النساء لهشاشة العظام والكسور بدرجة أعلى، حتى أن بعض الدراسات تشير إلى أن فقدان الكثافة العظمية قد يبدأ بهدوء في الثلاثينيات، دون أعراض واضحة حتى يصبح الأمر خطيرًا.

الحمل والرضاعة.. مسؤولية مضاعفة

في فترات الحمل والرضاعة، ترتفع احتياجات المرأة من فيتامين “د” بشكل ملحوظ، إذ يعتمد الجنين كليًا على الأم لتزويده به لبناء عظامه وجهازه المناعي.
لذلك، فإن انخفاض مستويات الفيتامين لدى الأم لا ينعكس فقط على صحتها، بل يمتد إلى طفلها، مؤثرًا في نموه ومناعته على المدى الطويل.

ضوء الشمس وحده لا يكفي

ورغم أن التعرض لأشعة الشمس يبقى المصدر الطبيعي الأهم لفيتامين “د”، فإن العوامل البيئية وأنماط الحياة الحديثة، مثل قلة الخروج في الهواء الطلق واستخدام الواقيات الشمسية باستمرار، تجعل الاعتماد عليه وحده غير كافٍ.
ولهذا، ينصح الأطباء بتناول مكملات فيتامين “د” تحت إشراف طبي، إلى جانب نظام غذائي يحتوي على الأسماك الدهنية وصفار البيض ومنتجات الألبان المدعمة.

📎 رابط مختصر للمقال: https://almanara.media/?p=20893
شارك هذه المقالة