المنارة: متابعات
كشفت دراسة علمية حديثة عن نتائج غير متوقعة قد تغيّر النظرة السائدة حول النشاط البدني اليومي، حيث أظهرت أن المشي 4000 خطوة فقط يوميًا كافٍ لتقليل خطر الوفاة المبكرة لدى النساء الأكبر سنًا، بنسبة تتجاوز 25%، دون الحاجة للوصول إلى الهدف التقليدي البالغ 10 آلاف خطوة يوميًا.
4000 خطوة قد تنقذ حياتك
ووفقًا لما نشرته صحيفة إندبندنت البريطانية، أوضح الباحثون أن الفائدة الصحية لا تعتمد على الالتزام اليومي بالمشي، بل على إجمالي عدد الخطوات الأسبوعية، إذ يمكن تحقيق النتائج ذاتها عند المشي 8000 خطوة كل يومين، مما يمنح مرونة أكبر في أسلوب الحياة والنشاط البدني.
كسر القاعدة القديمة
نتائج الدراسة جاءت لتتحدى الاعتقاد الشائع بأن المشي 10 آلاف خطوة هو الحد الأدنى للحفاظ على صحة القلب وتجنّب الجلطات والسكتات الدماغية، مشيرة إلى أن المهم هو التحرك بانتظام، وليس عدد الأيام التي يُمارس فيها النشاط.
أرقام لافتة
وأظهرت البيانات أن النساء اللواتي مشين نحو 4000 خطوة يوميًا انخفض لديهن خطر الوفاة المبكرة بنسبة 26%، وتراجع خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 27%، مقارنة بنظيراتهن الأقل نشاطًا. كما ارتفعت الفوائد إلى 40% انخفاضًا في خطر الوفاة المبكرة عند الالتزام بالمشي في ثلاثة أيام أسبوعيًا فقط.
النشاط بأي طريقة
وأكد الخبراء المشاركون أن لا وجود لنمط “مثالي” للمشي، فكل حركة تُحدث فارقًا إيجابيًا في صحة الإنسان، مشددين على أن الأهم هو دمج الحركة في الروتين اليومي، سواء عبر المشي المنتظم أو الأنشطة الخفيفة المتكررة.
تُعدّ الخطوات اليومية من أبسط أشكال النشاط البدني التي تسهم في تحسين صحة القلب والجهاز الدوري، وقد شجّعت التوصيات الطبية لعقود على المشي 10 آلاف خطوة يوميًا كمعيار للصحة الجيدة، وهو رقم نشأ في الأصل من حملة تسويقية يابانية في الستينيات، وليس من أساس علمي دقيق. ومع تطور الأبحاث الحديثة، بدأ العلماء يعيدون النظر في هذا الرقم، محاولين تحديد الحد الأدنى الفعّال للحركة اليومية الذي يضمن الوقاية من الأمراض المزمنة ويقلل معدلات الوفاة المبكرة.
الدراسة الجديدة التي تناولت أثر المشي على صحة النساء الأكبر سنًا، تأتي ضمن سلسلة من الأبحاث التي تهدف إلى تشجيع النشاط البدني الواقعي والمناسب لكل فئة عمرية، بعيدًا عن الأرقام المبالغ فيها التي قد تثني البعض عن الحركة المنتظمة.






