يعتبر نقص الحديد من المشكلات الصحية الشائعة التي تؤثر على العديد من الأشخاص بمختلف الأعمار، وقد تكون له تأثيرات مباشرة على الشهية والسلوك الغذائي.
تظهر بعض الأعراض غير المعتادة مثل الرغبة في تناول مواد غير غذائية كالطين أو الورق، وهي حالة تُعرف طبياً باسم اضطراب “بيكا”. يمكن أن تكون هذه الأعراض علامة مبكرة على فقر الدم الناتج عن نقص الحديد.
يربط الأطباء بين هذه الحالة وانخفاض مستويات الحديد في الدم، حيث يرسل الجسم إشارات غير مألوفة على شكل رغبات غذائية غريبة. كما أن البعض قد يشعر برغبة شديدة في مضغ الثلج، وهي إحدى العلامات المميزة لنقص الحديد.
دراسة حديثة أجريت في تركيا على الأطفال أكدت أن نقص الحديد يرتبط بفقدان الشهية واضطراب هرمون “جريلين”، المسؤول عن التحكم بالجوع. الدراسة شملت 428 طفلاً وأظهرت أن عوامل مثل سوء التغذية، كثرة استهلاك حليب البقر، الطفيليات المعوية، والاعتماد على الغذاء النباتي بدلاً من الحيواني تزيد من خطر الإصابة بنقص الحديد. وأشارت إلى أن هذا النقص يمكن أن يؤدي إلى تأخر النمو العصبي والإدراكي، ضعف التركيز والذاكرة، وزيادة معدلات التعب والإرهاق.
العلاج الأمثل يبدأ بالتشخيص المبكر عبر فحص مستويات الهيموجلوبين والفيريتين في الدم. كما يُنصح بإجراء تعديلات غذائية تشمل إدخال أطعمة غنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء، العدس، السبانخ، والكبدة، بالإضافة إلى مكملات الحديد عند الحاجة.
من جهة أخرى، كشفت دراسة أجريت في جامعة ديوك الأمريكية أن نقص الحديد يؤثر على الشهية عبر اختلال هرمون “اللبتين”، مما يجعل الشخص يشعر بالشبع سريعاً ويفقد رغبته في الطعام. العلاج بالحديد يعيد التوازن تدريجياً ويساعد الجسم على استعادة قدرته الطبيعية على طلب الغذاء.
للوقاية من نقص الحديد، ينصح الأطباء باتباع نظام غذائي غني بالحديد مثل اللحوم الحمراء والكبدة، البقوليات، الخضروات الورقية الداكنة، المكسرات والبذور. كما يُفضل تناول الأطعمة الغنية بفيتامين “ج” لتعزيز امتصاص الحديد، وتجنب شرب الشاي والقهوة مباشرة بعد الوجبات.
الاهتمام بالتغذية السليمة ومراقبة الأعراض مثل التعب وفقدان الشهية المستمر يمكن أن يساعد في الكشف المبكر عن نقص الحديد وتجنب مضاعفاته الصحية.
