المنارة: متابعات
تشير دراسة حديثة نُشرت في مجلة Journal of Neurochemistry إلى أهمية حمية الكيتو في تعزيز صحة الدماغ والوقاية من الخرف، من خلال التأثير المتكامل الذي تمارسه على الأمعاء والدماغ.
وقد أجرى فريق بحثي من جامعة ميسوري الأمريكية هذه الدراسة، حيث أظهرت النتائج أن اتباع حمية الكيتو يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.
ويتم ذلك عبر تحسين التوازن الميكروبي في الأمعاء، مما يؤدي إلى زيادة أعداد البكتيريا النافعة مثل Lactobacillus johnsonii وL. reuteri، مع تقليل وجود الكائنات الدقيقة الضارة.
تسلط هذه النتائج الضوء على التأثير الإيجابي لحمية الكيتو في دعم الصحة العامة، خاصة فيما يتعلق بصحة الدماغ والوقاية من الأمراض التنكسية العصبية.
وأوضحت الدراسة، أن هذه التغيرات انعكست على تحسين وظائف الميتوكوندريا، وتنظيم النواقل العصبية، وتعزيز استقلاب الدهون في الدماغ، وهي عوامل رئيسية في الحفاظ على القدرات الإدراكية.
وكانت الفوائد أكثر وضوحًا لدى إناث الفئران الحاملات لجين APOE4، المرتبط بزيادة احتمالية الإصابة بألزهايمر، إذ ساعد النظام الغذائي على استعادة تنوع الميكروبات وتحسين مؤشرات استقلاب الدماغ إلى المستويات الطبيعية.
ولا يقتصر هذا التحوّل في إنتاج الطاقة على المساعدة في فقدان الوزن فحسب، بل تشير الدراسات الحديثة إلى أنه يُعزّز وظائف الدماغ ويُحافظ على نشاطه.
تضمّ حمية «الكيتو» مجموعة من الأطعمة الغنية بالدهون الصحية والمنخفضة بالكربوهيدرات، وتهدف إلى مساعدة الجسم على استخدام الدهون على أنها مصدر رئيسي للطاقة.
وتشمل نحو 10 أنواع رئيسية، هي: الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين، واللحوم الحمراء والدواجن، والبيض، والخضراوات غير النشوية مثل البروكلي، والسبانخ، والكرنب، والكوسا.
كما تعتمد على المكسرات والبذور مثل اللوز، والجوز، وبذور الشيا، والزيوت الصحّية مثل زيت الزيتون، وجوز الهند، ومنتجات الألبان كاملة الدسم مثل الجبن، والزبدة، بالإضافة إلى الأفوكادو والتوت باعتدال، والمأكولات البحرية مثل الروبيان والمحار.
ويرى الباحثون، أن حمية الكيتو يمكن أن تكون نهجًا غذائيًا شخصيًا فعالًا للحد من خطر الأمراض العصبية التنكسية، خاصة لدى النساء المعرضات وراثيًا للإصابة.
لكن في المقابل، حذرت دراسات أخرى من مخاطر محتملة، إذ أشارت أبحاث أجرتها جامعة الصحة في تكساس إلى أن النظام قد يؤدي إلى تسارع شيخوخة الخلايا وزيادة الإجهاد التأكسدي لدى ذكور الفئران.






