دراسة حديثة تحذر: عامل غذائي وراء تفاقم الربو عند الأطفال

إيهاب مسعد
صورة تعبيرية

المنارة: وكالات

تشير دراسة حديثة إلى أن بعض المضافات الغذائية الشائعة، مثل المحليات الصناعية والملونات والمواد الحافظة، قد تكون مرتبطة بتفاقم حالات الربو لدى الأطفال، حيث نشرت الدراسة في مجلة Frontiers.

وأوضح الباحثون، أن هذه المواد، التي تُستخدم على نطاق واسع في الأطعمة فائقة التصنيع مثل الحلويات والمخبوزات والمشروبات، يمكن أن تؤثر سلبًا على الجهاز المناعي للأطفال، مما يزيد من احتمالية حدوث نوبات الربو.

وتُبرز هذه النتائج أهمية مراجعة المكونات الغذائية بعناية، خاصة عند اختيار الأطعمة الموجهة للأطفال، مع التركيز على تقليل استهلاك الأطعمة المصنعة التي تحتوي على هذه المضافات.

كما يُنصح بمزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج وفهم الآليات التي تربط بين المضافات الغذائية واضطرابات الجهاز المناعي.

وأشار فريق البحث إلى أن الأطفال يستهلكون كميات أكبر من هذه المنتجات مقارنة بالبالغين، ما يجعلهم أكثر عرضة لآثارها السلبية، والتي تشمل الحساسية واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، إلى جانب الربو.

وشملت الدراسة 240 طفلًا، نصفهم مصابون بالربو، حيث قام العلماء بتحليل عينات مصل الدم لقياس مستويات 10 مضافات غذائية، من بينها: “حمض البنزويك وحمض ديهيدروأسيتيك (مواد حافظة)، سيكلامات وأسبارتام وسكرالوز (محليات صناعية)، بونسو 4R وأصفر غروب الشمس (ملونات غذائية).

وأظهرت النتائج، أن حمض ديهيدروأسيتيك وحمض البنزويك وسيكلامات كانت الأكثر شيوعًا في العينات، إذ ظهرت بنسب بلغت 99.58% و99.17% و69.17% على التوالي، كما كانت مستوياتها أعلى بوضوح لدى الأطفال المصابين بالربو.

وبيّن الباحثون، أن تأثير هذه المواد قد يرتبط بحدوث اختلال في استقلاب الخلايا التائية المساعدة والخلايا العارضة للمستضد، ما يضعف قدرة الجسم على الحفاظ على التوازن المناعي تجاه المكونات البيئية والغذائية.

ورغم أن الدراسة لم تؤكد علاقة سببية مباشرة، فإنها تدعو إلى مزيد من الأبحاث حول تأثير المضافات الصناعية على صحة الأطفال، وتشجع الأسر على تقليل استهلاك الأطعمة فائقة التصنيع كإجراء وقائي.

خلص فريق البحث إلى أن المضافات الغذائية قد تؤدي إلى تفاقم حالة الربو من خلال تأثيرها على “اختلال استقلاب الخلايا التائية المساعدة والخلايا العارضة للمستضد”.

هذا التأثير ينعكس على قدرة الجسم على التحمّل المناعي. تجدر الإشارة إلى أن الوظيفة الأساسية للخلايا العارضة للمستضد تتمثل في التعرف على المواد الغريبة (المستضدات) ومعالجتها، ومن ثم عرضها على خلايا مناعية أخرى مثل الخلايا التائية لتحفيز استجابة مناعية مناسبة.

📎 رابط مختصر للمقال: https://almanara.media/?p=19953
تم وضع علامة:
شارك هذه المقالة