خبير جيولوجي يكشف سر اختفاء قرية في السودان ودفن جميع سكانها تحت التراب

محمد عطيفي

المنارة: متابعات

علق الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، على كارثة انهيار قرية ترسين بدارفور في السودان، والتي اختفت بالكامل نتيجة لانزلاقات أرضية مدمرة، مؤكداً أن الحادث أسفر عن وفاة جميع سكانها تقريباً.

وأوضح شراقي أن القرية الواقعة على منحدرات جبلية شرق جبل مرة تعرضت لانزلاقات أرضية الأحد 31 أغسطس 2025، بعد هطول أمطار غزيرة استمرت لأسبوع كامل، ما أدى إلى تشبع الطبقة السطحية المكونة من الطمي بالمياه وزيادة وزنها، ثم انزلاقها بفعل الجاذبية وشدة الانحدار الذي يتراوح بين 3000 و1000 متر.

وأضاف أن وجود طبقة من الطين أسفل الطبقات السطحية ساهم في تسهيل حركة الانزلاق باعتبارها مادة “مزلقة”، وهو ما تسبب في دفن القرية تحت ركام الصخور والطمي. وأكد أن الكارثة أودت بحياة نحو ألف شخص هم جميع سكان القرية، باستثناء ناجٍ وحيد.

وأشار شراقي إلى أن قرية ترسين كانت تخضع لسيطرة حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور.

 

وأشار إلى أن جبل مرة هو بركان مركب من سلسلة براكين قديمة نشطت مؤخرًا منذ حوالي 4000 سنة، وكون أعلى الجبال السودانية ارتفاعا (3042 م) مكون من صخور بازلتية سهلة التفتيت لتكون أخصب الأراضي الزراعية والتى تراكمت على جوانب جبل مرة خاصة في الأودية التى تميزت بالأراضي الخصبة والحرارة المعتدلة وتوفر المياه وانتشار الزراعات الخضراء والطبيعة الخلابة والحيوانات البرية النادرة وعلى قمة الجبل فوهة البركان تكونت بحيرة كبيرة بقطر 5 كم وعمق 50 م، وهي من أجمل المناطق السياحية في السودان، وتنتشر بها القرى الصغيرة المتناثرة على المنحدرات السفلية منها القرية المنكوبة “ترسين”، ومن أهم المخاطر الطبيعية الفيضانات والانهيارات أو الانزلاقات الأرضية المعتادة ولكن بدرجة أقل مما حدث مؤخرًا.

 

وتابع: “رحم الله الضحايا، وجمع شمل الفرقاء، خالص التعازي لإخواننا في السودان”.

شارك هذه المقالة