المنارة: أبوظبي
يمثل الشاعر الإماراتي خالد البدور نموذجاً متميزاً في المشهد الثقافي، حيث يجمع بين الشعر النبطي وشعر التفعيلة، مما يعكس تنوعاً في أدواته الشعرية.
لكل شيء في شعر خالد البدور «روح»، والروح وحدها وراء الحركة، والحيوية، والانسياب أو ما سمّيته قبل قليل «الرقرقة» تلك التي نبصرها في سيرورة الماء الجاري في نهر أو في نبع.
تكادُ قصائده أن تكون العاصفة بحدّ ذاتها؛ إذْ ثمّة هديرٌ على طول الصفحات، جنباً إلى جنب مع تلك اللغة العذبة التي تشبه صوت تدفّق النبع وما يرافقه من أصوات أخرى قادمة من عوالم الطبيعة.
يكتب الشعر وكأنّهُ في رحلةٍ لا نهائيّة، يكتبُ دونما توقّف أو ملل، فيما يترك قصيدته ذات نهايةٍ مفتوحةٍ غالباً، تاركاً باب التأويل موارباً أمام القارئ، أليسَ “الشِعر” في أحد أبرز وجوهه، يكتفي بطرح المزيد من الأسئلة، تتعلق بماهيّة الوجود، دونَ الإجابة عنها.
إلى جانب ذلك، يظهر اهتمامه العميق بالسينما والثقافة البصرية، ما يضيف بعداً فنياً آخر إلى مسيرته. كما أنه يمارس الترجمة بشكل اختياري، مما يعكس شغفه بالمعرفة وتبادل الثقافات دون أن يتخذها كمهنة رسمية.
البداية
ولد خالد البدور في دبي في 7 أبريل 1961، وحصل على بكالوريوس في الاتصال الجماهيري وماجستير في الإعلام من جامعة أوهايو في الولايات المتحدة. بدأ النشر سنة 1980 في الصحافة الثقافية في الإمارات.
كان البدور عضوًا في مجلس دبي الثقافي، وعضوًا مؤسسًا لاتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات. عمل مذيعًا ومعدًا للبرامج الإذاعية والتلفزيونية، وأنتج مجموعة من الأفلام الوثائقية في مجالات الثقافة والتراث الإماراتي.
يشارك كمحاضر زائر في ملتقيات علمية وأكاديمية حول الموروث الشفاهي والتراث الثقافي الإماراتي والخليجي، واختير البدور عضو شرف في الأكاديمية العالمية للشعر سنة 2016.
دواوينه الشعرية
قدم البدور للمكتبة الشعرية المجموعة الشعرية “ليل” والتي فازت بجائزة يوسف الخال للشعر سنة 1992، ثم المجموعة الشعرية “حبر وغزل” عام 1999، ثم المجموعة الشعرية “شتاء” عام 2002، ثم المجموعة الشعرية “مطر على البحر” عام 2008.
وكذلك المجموعة الشعرية “مثل المرايا في الظلام” عام 2010، والمجموعة الشعرية “في بلاد الرياح” عام 2016.
ترجمت قصائده إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية، وشارك في عدة مهرجانات شعرية وسينمائية محلية وعربية ودولية.
كُرم من قبل عدة مؤسسات ثقافية لجهوده الأدبية والثقافية، ولتميز تجربته الشعرية كرمته الأكاديمية الدولية للشعر في إيطاليا بمنحه الدبلوم الفخري للأكاديمية عام 2016.
