تشارلز يفتح الباب.. وويليام يغلقه.. مستقبل المصالحة الملكية مع الأمير هاري

ضحى نبيل

كان لقاء الشاي الخاص الذي جمع الملك تشارلز الثالث بابنه الأمير هاري في مقر الملك بلندن “كلارنس هاوس” إشارةً إلى أمل جديد في المصالحة، أكبر مما شوهد منذ سنوات. اللقاء الذي استمر أقل من ساعة فتح الباب أمام تساؤلات عدة: إلى أين يتجه الطرفان من هنا؟ وما موقف الأمير ويليام، الشقيق الأكبر لهاري؟

حيث يقول المؤرخ الملكي كريستوفر أندرسن لمجلة هاربر بازار: “شاي هاري مع الملك خطوة أولى مشجعة نحو المصالحة، لكني أشك في أن تعود الأمور كما كانت بين الشقيقين. ويليام لم يغفر لأخيه كشفه أسرار العائلة في كتاب سبير (Spare). وإذا اجتمع ويليام وهاري خلال الأشهر المقبلة، فسيكون ذلك في الغالب لمجرد الظهور أمام العلن، لإظهار أن المؤسسة الملكية ما زالت متماسكة”.

الأمير ويليام مع الأمير هاري

أما الأمير هاري، فأكد في مقابلة مع صحيفة ذا غارديان، نُشرت في الأسبوع نفسه الذي التقى فيه بوالده في 10 سبتمبر، أن “ضميره مرتاح” تجاه مذكراته الصادرة عام 2023. وقال: “أعرف أن حديثي يزعج البعض ويتعارض مع الرواية الرسمية، لكن الكتاب كان مجرد تصحيح لسلسلة من القصص المنشورة من قبل. كان هناك جانب واحد للرواية، وكان لا بد من تصحيحه”. وأضاف: “كانت رسالة صعبة، لكني قدمتها بأفضل طريقة ممكنة”.

وفي مايو الماضي، صرّح هاري لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) برغبته في المصالحة مع عائلته، لكنه شدد لاحقًا في حديثه مع ذا غارديان بتاريخ 14 سبتمبر: “لا يمكن أن تكون هناك مصالحة قبل أن تكون هناك حقيقة”.

ورغم أن الأمير هاري كان أكثر صراحة في التعبير عن مشاعره أمام الجمهور، فإن ويليام فضّل أن يحافظ على خصوصيته. جيسون ناوف، السكرتير الإعلامي السابق للشقيقين والذي يدير حاليًا مؤسسة جائزة إيرثشوت التابعة لولي العهد، قال في مقابلة نادرة مع برنامج 60 دقيقة أستراليا: “من الصعب أن تُطرح هذه القضايا علنًا، لكن ويليام اختار أن يحتفظ برأيه لنفسه، وأظن أن علينا جميعًا أن نحترم ذلك”. وأضاف: “بالطبع الأمر كان صعبًا ومحزنًا، خصوصًا لمن يعرفهما معًا”.

الأمير هاري مع الأمير ويليام

بينما يرى المؤرخ الملكي روبرت جوبسون، الذي يصدر له كتاب إرث وندسور مطلع العام المقبل، أن هاري مثل والدته الراحلة الأميرة ديانا “يُظهر مشاعره علنًا”، مؤكدًا أن المصالحة بين الشقيقين ضرورية من أجل استقرار النظام الملكي، لكنه استدرك: “ويليام لن يغفر أبدًا أي إساءة موجهة إلى زوجته الأميرة كيت ميدلتون في كتاب هاري”.

أما المؤرخ الملكي روبرت هاردمان، مؤلف كتاب ملكة عصرنا (2022)، فيقول إنه لم يلحظ أي تحسن في علاقة الشقيقين حتى الآن، لكنه لا يستبعد المصالحة مستقبلًا: “في الشأن الملكي لا شيء مستبعد، الأمور تتغير دائمًا، وقد تتغير هنا أيضًا. لكن مثل أي خلاف شخصي عميق، سيتطلب الأمر بعض التنازلات من الطرفين”.

فيما أكدت مؤرخة أخرى، مارلين كوينغ، صاحبة مدونة Royal Musings، للمجلة أن الملك تشارلز أبلغ ويليام حتمًا بلقائه مع الأمير هاري، لكنها وصفت العلاقة بين الشقيقين قائلة: “الجسر ما زال مرفوعًا ولم يُخفض بعد، وسيحتاج الأمر إلى وقت أطول”. وتابعت: “أظن أن هاري عليه أن يبادر أولًا بالاعتراف بأمور معينة، فهو ما زال يحمل ضغينة لم يجد طريقة للتعامل معها بعد”.

وبحسب جوبسون، فإن اللقاء الأخير بين تشارلز وهاري اقتصر عليهما فقط. وأضاف: “الملك رجل قوي، يستمع لنصائح زوجته الملكة كاميلا التي تحرص على حمايته، ولابنه ويليام الذي يحمي المؤسسة التي سيصبح ملكًا عليها. ونصيحتهم له هي الحذر من هاري لأنه قد يبوح بما يُقال، لكنه يبقى في النهاية أبًا”. وأردف: “هو يحب ابنه، حتى وإن كان لا يوافق على أفعاله أو يثق به”.

لكن أوضحت المعلقة الملكية أماندا ماتا أن ما دار في اللقاء ظل طي الكتمان، لكنها استشفت أن تشارلز منفتح على فكرة التسامح وعودة الأمير هاري إلى الصف الملكي، بينما “يقف ويليام موقفًا أكثر صرامة، معتبرًا أن دوره يقتضي حماية المؤسسة أولًا، خاصة أن الملك قد يُظهر ليونة تجاه ابنه الأصغر”. وأضافت: “لكن تشارلز يدرك تمامًا في النهاية أنه يتحدث عن ابنه”.

ويرى هاردمان أن علاقة تشارلز وهاري “تحسنت” وأن لقاؤهما “خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح”، مشيرًا إلى أن الملك يعتزم القيام بزيارة دولة إلى الولايات المتحدة في النصف الأول من عام 2026، وختم بالقول: “لنرَ ما سيحدث آنذاك، فقد تكون فرصة للقاء الملك بأحفاده، الأمير آرتشي والأميرة ليليبت”.

📎 رابط مختصر للمقال: https://almanara.media/?p=14157
شارك هذه المقالة