بين الشعر والفلسفة.. أربعة شعراء يبحثون الجذور والجسور في الفجيرة

إيهاب مسعد
منصة الندوة

الفجيرة – محمد الوسيلة

استضاف “بيت الفلسفة” بالفجيرة فعالية ثقافية متميزة، حيث تم تنظيم ندوة وقراءات شعرية بعنوان “في الشعر والفلسفة”، وذلك بالتعاون مع “دارة الشعر العربي” بالفجيرة. يُعد هذا التعاون الأول من نوعه بين المؤسستين، ويأتي في إطار جهود تعزيز الحراك الفكري والأدبي في إمارة الفجيرة.

وقد تحدث في الندوة، كل من الشاعر الدكتور أحمد برقاوي عميد بيت الفلسفة، والشاعر الكاتب حسين درويش، والشاعرة سليمة المزروعي مديرة دارة الشعر العربي، والشاعر المترجم عادل خزام، حيث أدارها الشاعر محمد المتيم.

قدم ضيوف الندوة عدة أوراق تناولت قضية فلسفية ذات ارتباط بالشعر، استهلت الندوة بمداخلة الدكتور أحمد برقاوي، التي تحدث فيها عن الميتا (الما وراء) والشعر.

وأعقبته مداخلة حسين درويش والذي تحدث في مداخلته عن قضية الحب بين الشعر والفلسفة، وعن طبيعة اللغة التي تتأرجح بين الوجدان والمعرفة.

ثم أعقبته مداخلة سليمة المزروعي والتي طوّفت حول تجربة أبي العلاء المعري شاعراً وفيلسوفاً، وكيف أفضت به التجربة الحياتية والمعرفية وما كابده فيها لتظهر أصداؤها في «اللزوميات». وتحدثت سليمة عن رؤيته الفلسفية والشعرية ونظرته للوجود والقيم الأخلاقية التي كانت ظاهرة في نتاجه الأدبي خصوصاً في الفترة الثانية من حياته بعد عودته من بغداد وأهم مميزات أعماله الأدبية.

فيما قدم عادل خزام ورقة استثنائية تحت عنوان «مسارات التنوير في الشعر الإماراتي» بيّن في ثناياها دعوات التحرر والنهضة ومحاربة الجهل وضرورة تعليم المرأة وإعمال العقل والاستفادة من تقدم الأمم، وتطرق خزام للنصوص التي كتبها شعراء الإمارات بداية من الشاعر سالم بن علي العويس في بداية القرن مروراً بشعراء جماعة الحيرة ومن بينهم: خلفان مصبح وسلطان العويس وصقر القاسمي واستشهد خزام بأبيات شعرية من تجارب هؤلاء الرعيل الأول مروراً بالشاعرين أحمد بن سليم وحمد خليفة أبو شهاب وصولاً إلى الشاعر أحمد أمين المدني الذي وصل به الحال إلى نيل درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة كامبردج في بريطانيا.

الندوة

واللافت في ورقة خزام ربطة التنوير بما قامت به المؤسسة الحكومية أيضاً عندما سلكت الإمارات نهجاً فكرياً منفتحاً من خلال تبنيها لمعارض الكتب والانفتاح على الثقافة العالمية والعربية بما أسهم في تطور القصيدة الإماراتية التي حملت هي الأخرى إشارات تنويرية متجدده في الشكل والمضمون انعكست في تجارب الجيل الثاني من شعراء الحداثة بداية من الثمانينيات مع كل من ظبية خميس وحبيب الصايغ وكوكبة من الأصوات النسائية والأصوات الجديدة وصولاً إلى مرحلة التنوير الحكومي المؤسسي الثانية عندما ذهبت الدولة إلى طرح مفاهيم جديدة على مستوى الفكر التنويري ومن بينها دعوات التسامح والحوار مع الآخر والتعايش والحوار بين الأديان، مؤكداً أن هذه الإشارات كانت عبارة عن انعكاس لأفكار تنويرية عبر عنها الشعر الإماراتي وكان ينوب عن الفلسفة في تبني هذه الرؤى والتوجهات.

تنوع إبداعي

انتقل الشاعر محمد المتيم بالحضور إلى المحطة الثانية من الفعالية وهي الأمسية الشعرية، التي شارك فيها الشعراء الأربعة أنفسهم بشيء من نتاجهم الإبداعي الذي تنوع بين القصيدة النثرية والقصيدة العمودية، التنوع الذي لاقى استحساناً طيباً من الحضور.

وفي ختام الندوة تقدم محمد المتيم بالشكر للمنصة الموقرة، وطرحها المستنير الذي يمثل دفعةً لعجلة الحركة الثقافية والأدبية، تحت مظلة مشروع الفجيرة الثقافي الرائد، وقدم الشكر بشكل خاص للشاعر الإماراتي الرائد أحمد العسم، لتشريفه بالحضور محمولاً على جناح المحبة.

Seminar platform

📎 رابط مختصر للمقال: https://almanara.media/?p=21799
شارك هذه المقالة