بين الروتين والمسؤوليات.. متى يبدأ الملل الزوجي وكيف يمكن تجاوزه؟

نيرة جمال

المنارة: متابعات

في خضم ضغوط الحياة اليومية، ومسؤوليات العمل والمنزل، قد يتسلل الملل إلى الحياة الزوجية بهدوء، فيطفئ شيئًا فشيئًا دفء العلاقة ويحوّلها إلى روتين خالٍ من الحماس والمشاعر. لكن خبراء العلاقات الأسرية يؤكدون أن التخلص من “الملل الزوجي” ليس مستحيلًا، بل يحتاج فقط إلى وعي ورغبة مشتركة في التجديد.

أسباب الملل الزوجي

 “الملل” لا يأتي فجأة، بل هو نتيجة تراكمات يومية من الإهمال العاطفي والروتين المتكرر.
ويضيف: “عندما يتحول الزواج إلى مجرد واجبات منزلية ومهام مكررة دون تفاعل أو مفاجآت، يبدأ أحد الطرفين — أو كلاهما — في الشعور بالفراغ العاطفي.”

ومن أبرز الأسباب:

  • الانشغال المفرط بالعمل أو الهاتف.

  • غياب الحوار العاطفي والمشاركة الوجدانية.

  • ضعف التواصل الجسدي أو العاطفي.

  • الروتين اليومي المتكرر دون أي كسر للعادة.

طرق فعّالة للتخلص من الملل الزوجي

التجديد في التفاصيل اليومية
يمكن لتغيير بسيط — مثل إعداد عشاء رومانسي مفاجئ أو الخروج في نزهة غير متوقعة — أن يعيد دفء العلاقة.
وتؤكد خبيرة العلاقات الأسرية رانيا مراد أن “العلاقات تحتاج إلى مفاجآت صغيرة تبعث على السعادة وتكسر رتابة الأيام”.

الحوار الصريح والمفتوح
المصارحة بين الزوجين بشأن ما يزعجهما أو ما يفتقدانه أمر أساسي. فالصمت قد يكون أخطر من الخلافات نفسها، إذ يُعمّق الفجوة النفسية بين الطرفين.

الاهتمام بالمظهر والعناية بالنفس
بعد سنوات من الزواج، يميل البعض إلى إهمال مظهره، لكن الحقيقة أن الاهتمام بالنفس لا يقل أهمية عن الاهتمام بالعلاقة ذاتها، فهو يعبّر عن الاحترام المتبادل والرغبة في الإرضاء.

مشاركة الهوايات والنشاطات
ممارسة نشاط جديد مشترك، كتعلم الطبخ أو السفر أو حتى ممارسة رياضة، يساعد على تجديد الطاقة الإيجابية وخلق ذكريات جديدة.

التقدير والامتنان
كلمات الشكر البسيطة والثناء الصادق على مجهود الطرف الآخر تزرع المودة وتقلل من التوتر. فالتقدير المتبادل هو وقود العلاقة الطويلة الأمد.

الملل الزوجي ليس نهاية الطريق، بل إنذارا لطيفًا يدعو الزوجين إلى إعادة النظر في تفاصيل حياتهما اليومية. فالزواج، مثل أي علاقة إنسانية، يحتاج إلى عناية وتغذية مستمرة من الحب والتفاهم والمبادرات الصغيرة.

وكما يقول علماء النفس: “العلاقة التي تُروى بالاهتمام لا تعرف الجفاف، بل تزهر من جديد كلما وجدت الرغبة في الاستمرار.”

📎 رابط مختصر للمقال: https://almanara.media/?p=20877
شارك هذه المقالة