نظم بيت الشعر في الشارقة، أمسية شعرية، بمشاركة، الشعراء، هشام الصقري من سلطنة عمان، د. آمنة حزمون من الجزائر، وأحمد اليمني من السودان، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير البيت، وجمهور من النقاد والشعراء ومحبي الشعر.
عوالم الخيال واللغة
قدم الأمسية د. خليل الرفوع، حيث استهل الأمسية الشاعر هشام الصقري، بسفر إلى عوالم الخيال والدهشة واللغة، ليشكل من الحروف ضفافاً موشاة بالاخضرار والأطيار والأشعار، وقرأ قصيدة «سفر لظل مكسور» منها:
جَفافٌ ولكنْ من سَرابِكَ مُبْتَلُّ
على نظرةِ الصَّحراءِ يَنكسرُ الظِّلُّ
تُفاوِضُ في رَمْلِ احتراقِكَ فُرصةً
فلا فُرصةٌ لاحتْ، ولا اكترثَ الرَّمْلُ
وَدُونَكَ تَلٌّ لا يُشيرُ لِمَشهدٍ
فكيفَ تَرى إنْ كانَ لا يُبصِرُ التَّلُّ؟!

سراب
ثم توالت قراءاته التي شكلت رؤية اتكأت على لغة رشيقة عالية، وقرأ نصاً بعنوان «سراب» منه:
يُخَيَّلُ لي أنَّها مِن سَرابٍ
ولكنَّها كالصبَاحِ تُطِلُّ
على وجهِها الشمسُ حينَ تفيقُ
وفي جَفنِها قمَرٌ يَستَظِلُّ
وفي عينِها يهتدي الوقتُ لكنْ
إذا أغمضَتها يضِلُّ يضِلُّ

عبورٌ ممكنٌ لزمنٍ مستحيلْ
بعده قرأت الشاعرة الدكتورة آمنة حزمون، مجموعة من النصوص تميزت بالسلاسة والتأمل والسفر إلى زمان آخر، لاكتشاف عوالم جديدة، وقرأت قصيدة «عبورٌ ممكنٌ لزمنٍ مستحيلْ» منها:
أسيرُ إلى معناك و”الخطوةُ الحبُّ”
وظلّي يقينُ الأرض والنور لا يخبو
وعيناك.. ما عيناك؟ إلا قصيدتي
كتبت على أهدابها ما روى القلبُ
أحبك لكن الخلاص مؤجلٌ
فودّع نبي الدمع يا أيها الجبٌّ
ثم عادت إلى التأمل في الطبيعة وما حولها من معطيات، لتشكل منها صورة حية تنعكس على معاناتها مع الحياة، ومن قصيدة «ما أسرّهُ النخلْ»:
لم يسأل النخل قلبي، كان يعرفني
وكنت أشبههُ في صبره العالي
مذ مدّ سعفا إلى العلياء صار له
وِردٌ يرتله في هدأة البالِ
ولم أجد رغم ما يدعو إلى قلقي
سوى السكينةِ في حِلّي وترحالي

واختتم الأمسية الشاعر أحمد اليمني، الذي تميزت نصوصه بلغتها العالية، ومجازاتها الأنيقة، وخيالها الخصب، فقطع «مسافة» الحروف ليغني:
كثيرٌ عليها أن تكون سريرَتي
وأن ألتقِيها في الوجوهِ الكثيرَةِ
كثيرٌ عليها ذلك الواحدُ الذي
بأنفاسِهِ يعتدُّ لا بالعشيرةِ
لقد أغلق الماضونَ قلبي فلم يصرْ
سوى مبصرٍ نأيًا بعينِ البصيرَةِ
وفي الختام كرّم محمد البريكي المشاركين في الأمسية.