المنارة: دبي
مع طلوع منزلة “الجبهة” بعد غدٍ، تدخل الإمارات موسم “الصفرية” الذي يُعَدّ أولى مراحل الخريف، ليحمل معه مؤشرات تحوّل تدريجي في المناخ، وانطلاقة فعلية للموسم الزراعي الخريفي في الدولة.
ويقول إبراهيم الجروان، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، إن “الصفرية” تمتد من 6 سبتمبر حتى 15 أكتوبر، وتُشكّل المرحلة الانتقالية بين نهاية الصيف (القيظ) وبداية الشتاء، مشيرًا إلى أن الفترة المقبلة تشهد ارتفاعًا في نسب الرطوبة، ما يؤدي إلى تكوّن الضباب والندى صباحًا، إلى جانب نشاط الرياح الجنوبية الشرقية الرطبة التي تسهم في تشكّل السحب الركامية على المناطق الجبلية.
وتتزامن الصفرية مع بداية الموسم الزراعي الخريفي، حيث تبدأ عمليات الزراعة الفعلية ونقل الفسائل والأشتال إلى الأرض المستديمة مع مطلع أكتوبر، إلى جانب زراعة البذور في المشاتل المحمية، وبدء حصاد بعض الثمار مثل التمر، والرمان، والليمون.
الصفرية تعني التراث العربي بمعنى “البداية”

ويُذكر أن اسم “الصفرية” يرتبط في التراث العربي بمعنى “البداية”، إذ كان العرب يطلقون على أول الشيء “صفراً”، كما ارتبطت أيضًا بموسم الارتحال من المحاضر إلى البوادي بحثًا عن المطر والكلأ.
ومع تقدم أيام الصفرية، يُلاحظ برودة الأرض فجراً، وخصوصاً مياه البرك المكشوفة، فيما تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض تدريجيًا منتصف أكتوبر، مع نشاط رياح “الأكيذب” والرياح الشمالية التي تجلب معها السحب من جهة الشمال، ما يعزز من أجواء الخريف.
ويزهر خلال هذه الفترة عدد من النباتات والأشجار البرية المحلية مثل شوك الضب، والشفلح (اللصف)، والأشخر، والمرخ، والسدر، والعوسج، والقطب، لتُضفي على البيئة المحلية ملامح مميزة مع دخول فصل جديد.






