التضامن الكامل مع قطر.. قمة عربية-إسلامية طارئة في الدوحة

إيهاب مسعد
صورة أرشيفية

تتناول القمة العربية-الإسلامية الطارئة المنعقدة في الدوحة اليوم تداعيات الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي استهدف مسؤولين من حركة حماس في قطر، وتبحث في اتخاذ موقف موحد تجاه هذا التصعيد الذي أثار إدانة دولية واسعة.

ومن المتوقع أن تصدر القمة بياناً ختامياً يدين بشدة العدوان الإسرائيلي، مع التأكيد على رفض المساس بسيادة الدول العربية، والدعوة إلى مراجعة العلاقات مع إسرائيل.

وكان وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية قد عقدوا اجتماعاً تحضيرياً مغلقاً أمس الأحد في الدوحة لمناقشة مسودة بيان، على أن يُعرض على القادة للخروج بقرار موحّد.

أمير قطر

فرص تحقيق السلام

وبحسب مسودة للبيان الختامي، التي طلعت عليها فرانس برس، فإن الدول المجتمعة ستؤكد على أن «العدوان الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر الشقيقة، واستمرار الممارسات الإسرائيلية العدوانية، إنما يقوّض فرص تحقيق السلام والتعايش السلمي في المنطقة ويهدد كل ما تم إنجازه على طريق إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، بما في ذلك الاتفاقات القائمة والمستقبلية».

كما تشير المسودة إلى التأكيد على مفهوم الأمن الجماعي والمصير المشترك، وضرورة الاصطفاف ومواجهة التحديات والتهديدات المشتركة.

وتضع القمّة قطر التي اضطلعت خلال العامين الماضيين بدور بارز في التوسط بين إسرائيل وحركة حماس لوقف الحرب في غزة، أمام اختبار سياسي حرج بشأن مستقبل دورها في الملف الفلسطيني بعد أن استضافت جولات تفاوض غير مباشرة بين الطرفين، فشلت في التوصل إلى حل دائم، في ما عدا هدنتين موقتتين.

معايير مزدوجة

والأحد، حضّ رئيس الوزراء القطري المجتمع الدولي على وقف «الكيل بالمعايير المزدوجة»، معتبراً أن «ما يشجع إسرائيل على الاستمرار في هذا النهج هو صمت، بل بالأحرى عجز المجتمع الدولي عن محاسبتها».

المشاركون في القمة

وفي القمة المقررة الاثنين، أكدت إيران مشاركة رئيسها مسعود بزشكيان، والعراق مشاركة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.

وأكدت الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان سيحضر القمة أيضاً، فيما وصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى الدوحة مساء الأحد.

 

الرئيس التركي أردوغان

كما أعلنت الرئاسة المصرية مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، فيما أشار التلفزيون السوري إلى وصول الرئيس الانتقالي أحمد الشرع إلى الدوحة للمشاركة في القمة، وأكدت وسائل إعلام أردنية أن ملك الأردن عبد الله الثاني سيحضر أيضاً.

 

وأكدت وكالة الأنباء السعودية «واس»، أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان سيغادر إلى الدوحة لحضور القمة.

الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان
الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان

وبحسب البرنامج المبدئي للقمة، من المفترض أن يبدأ اجتماع القادة عند الساعة الثالثة بالتوقيت المحلي (12,00 ت غ).

إلى ماذا قد تفضي القمة؟

رجحت عدة مصادر مطلعة، أن القمة ستخرج في بيانها بـ«إدانة جماعية» عربية وإسلامية قوية للهجوم الإسرائيلي ومن المتوقع صدور بيان ختامي يُدين بأشد العبارات العدوان على الدوحة، مع تأكيده على رفض المساس بسيادة أي دولة عربية حيث يعد البيان في هذه الحالة «موقفاً سياسياً موحداً»، حتى وإن لم يتضمن خطوات تنفيذية.

ومن المتوقع أن يبحث القادة في الدوحة خيارات واسعة، في وقت يتخوف مراقبون من أن يؤدي استمرار التصعيد إلى تقويض أي أفق لاستئناف المفاوضات لوقف إطلاق نار في غزة.

ومن المتوقع أيضاً أن تخرج القمة المرتقبة بالدعوة لمراجعة العلاقات مع إسرائيل، على أن تتفاوت الخطوات والمواقف داخل الدول المشاركة لظروف جيوسياسية، حسب ما ذكرت هيئة البث البريطانية «بي.بي.سي».

ومن المرجح أن تدعو القمة إلى تحريك دعاوى أمام مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة إسرائيل على «الانتهاك المتعمد للسيادة» و«اغتيال شخصيات سياسية خارج إطار القانون الدولي» مع التأكيد على ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين، وتسريع الخطوات الدبلوماسية لدعم انضمامها إلى الأمم المتحدة.

ومن المتوقع أن تشهد القمة دعماً للمبادرات الأوروبية في هذا الإطار ومنها المشروع السعودي الفرنسي المتمثل بالاعتراف الفرنسي وبعض الدول الأوروبية بقيام الدولة الفلسطينية على ترابها الوطني.

ورجحت مصادر، أنه من المتوقع اقتراح تشكيل لجنة عربية إسلامية لمتابعة تطورات الحرب في غزة، والتنسيق بشأن الخطوات القادمة، سواء تجاه إسرائيل أو مع الشركاء الدوليين أبرزهم أمريكا وروسيا والصين كونها الأقطاب الدولية الفاعلة في هذا الاتجاه دبلوماسياً.

وأفادت تقارير صحفية بأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يسعى إلى استعادة الدعم العربي من خلال إحياء فكرة تشكيل «قوة عربية مشتركة» على غرار حلف الناتو، فيما تداوله نشطاء ومحللون تحت مسمى «ناتو عربي» للدفاع عن أي دولة عربية تتعرض للهجوم.

 

 

 

📎 رابط مختصر للمقال: https://almanara.media/?p=10968
شارك هذه المقالة