اختتمت القمة العربية الإسلامية الاستثنائية بالعاصمة القطرية الدوحة أعمالها، مساء اليوم الاثنين، باعتماد البيان الختامي الذي وافق عليه الحضور من الرؤساء والزعماء والقادة رؤساء الحكومات والوزراء.
وأعلن رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، خلال رئاسته نهاية الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الإسلامية الاستثنائية، مساء اليوم، ختام القمة بموافقة المشاركين بها على البيان الختامي.
البيان الختامي للقمة العربية – الإسلامية
وقال البيان الختامي للقمة العربية – الإسلامية في الدوحة، إن عدوان إسرائيل الغاشم على قطر يقوض أية فرص لتحقيق سلام بالمنطقة، ودان بأشد العبارات هجوم إسرائيل الجبان غير الشرعي على دولة قطر.
وأكد البيان التضامن المطلق مع قطر والوقوف معها في ما تتخذه من إجراءات، موضحاً أن العدوان على مكان محايد للوساطة يقوض عمليات صنع السلام الدولية.
وأضاف البيان، “نقف مع قطر في كل ما تتخذه من خطوات وتدابير للرد على إسرائيل. العدوان على قطر يقوض الوساطة وفرص صنع السلام”، مؤكداً الرفض القاطع لتبرير العدوان الإسرائيلي على قطر تحت أي ذريعة.
وشدد على الرفض الكامل لتهديدات إسرائيل بإمكانية استهداف قطر مجدداً، وضرورة الوقوف ضد مخططات إسرائيل لفرض أمر واقع جديد بالمنطقة.
وطالب بضرورة التحرك العاجل للمجتمع الدولي لوضع حد لاعتداءات إسرائيل، ودعم الجهود الرامية إلى إنهاء إفلات إسرائيل من العقاب، وتنسيق الجهود الرامية إلى تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، ودعوة جميع الدول إلى مراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل.
ونبه إلى ضرورة دعوة جميع الدول إلى تعليق تزويد إسرائيل بالأسلحة والذخائر، وتأكيد إدانة أي محاولات إسرائيلية لتهجير الشعب الفلسطيني.
ورحب البيان باعتماد الأمم المتحدة إعلان نيويورك بشأن حل الدولتين، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي مع وضع جدول زمني ملزم.
إفشال المفاوضات
واتهم أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في كلمته الافتتاحية للقمة إسرائيل، بأنها قصدت إفشال المفاوضات حول الحرب في قطاع غزة باستهدافها قادة “حماس” في بلاده.

وقال أمير قطر، “من يعمل على نحو مثابر ومنهجي لاغتيال الطرف الذي يفاوضه، يقصد إفشال المفاوضات”، وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “يحلم بأن تصبح المنطقة العربية منطقة نفوذ إسرائيلية، وهذا وهم خطر”.
العدوان الإسرائيلي على قطر فاق كل الحدود
دوره، أشار الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطر فاق كل الحدود، محذراً من أن الصمت على جرائم إسرائيل يقوض النظام الدولي بأكمله، وتابع، “رسالتنا للمجتمع الدولي هي كفى صمتاً على جرائم إسرائيل”، موضحاً أن غياب المحاسبة والإفلات من العقاب يشجعان قادة إسرائيل على الجرائم، مشيرا إلى أن تبريرات إسرائيل للعدوان على قطر سقوط أخلاقي.
رسالة إلى الإسرائيليين
من جانبه، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في كلمته، إن إسرائيل تسعى إلى تحويل المنطقة إلى ساحة مستباحة للاعتداءات، بما يهدد الاستقرار في المنطقة بأسرها، ويشكل إخلالاً خطراً بالسلم والأمن الدوليين، وبالقواعد المستقرة للنظام الدولي.
وأعلن الرئيس المصري تضامن مصر الكامل مع أشقائها في الدوحة في مواجهة العدوان الإسرائيلي، الذي شهدته الأجواء والأراضي القطرية، واصفاً الاعتداء بأنه يمثل انتهاكاً جسيماً لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وسابقة خطرة تهدد الأمن القومي العربي والإسلامي.
وقال السيسي، إن الاعتداء الإسرائيلي يعكس بجلاء أن الممارسات الإسرائيلية تجاوزت أي منطق سياسي أو عسكري، وتخطت كل الخطوط الحمراء، معرباً عن إدانته قيام إسرائيل بالاعتداء على سيادة وأمن دولة عربية، تضطلع بدور محوري في جهود الوساطة مع مصر والولايات المتحدة، من أجل وقف إطلاق النار في غزة، وإنهاء الحرب والمعاناة غير المسبوقة، التي يمر بها الشعب الفلسطيني.
ووجه الرئيس المصري رسالة إلى الشعب الإسرائيلي، مؤكداً أن سياسات حكومته تهدد أمنه، وأمن جميع شعوب المنطقة، وتضع العراقيل أمام أية فرص لأية اتفاقات سلام جديدة، بل وتجهض اتفاقات السلام القائمة مع دول المنطقة بالفعل.
نيابة عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، ترأس سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، وفد دولة الإمارات في أعمال القمة.
عدوان وخرق صارخ للقانون الدولي
وجددت دولة الإمارات، في كلمة وُزِّعت خلال القمة العربية الإسلامية الطارئة، تأكيدها وقوفها الكامل إلى جانب دولة قطر الشقيقة في مواجهة الاعتداء الإسرائيلي الغادر على أراضيها وفي كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها وسيادتها وسلامة أراضيها، مشددة على أن دولة قطر الشقيقة لا تقف وحدها وصوتنا الموحد اليوم يجب أن يحدث تغييراً.
وقالت : إذ شاهد الجميع القصف الغاشم على العاصمة القطرية الدوحة من قبل إسرائيل بتاريخ التاسع من شهر سبتمبر الجاري وهو ما يشكل عدواناً وخرقاً صارخاً للقانون الدولي بما في ذلك مواثيق الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية وانتهاكاً جسيماً لسيادة دولة إسلامية وعربية عضو وتصعيداً خطيراً يهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين في المنطقة، فإن دولة الإمارات ولحظة وقوع هذا الهجوم السافر، أدانته بأشد العبارات، معتبرة إياه تصعيداً غير مسؤول، وأعربت عن تضامنها الكامل مع دولة قطر الشقيقة قيادةً وشعباً، وصادق تعازيها في استشهاد أحد منتسبي قوة الأمن الداخلي جراء الاعتداء الإسرائيلي الغاشم.
ودعت دولة الإمارات المجتمع الدولي، ولا سيما مجلس الأمن الدولي، إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لردع إسرائيل ووقف هذه الاعتداءات الهمجية الإسرائيلية.
وأكدت الدولة في كلمتها أن أمن دول الخليج العربي لا يتجزأ، ونقف قلباً وقالباً مع دولة قطر الشقيقة، وقالت “حفظ الله قطر قيادةً وشعباً، وحفظ دول الخليج العربي”.
تجاوز كل الحدود
في الوقت نفسه، أعلن العاهل الأردني عبدالله الثاني أن العدوان على قطر معناه أن التهديد الإسرائيلي تجاوز كل الحدود، وقال إن إسرائيل تمادت في انتهاكاتها بالمنطقة العربية، سواء في غزة أو في الضفة الغربية، فضلاً عن تهديد أمن واستقرار لبنان وسوريا.
أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فأكد أنه من الواضح أن حكومة بنيامين نتنياهو تستهدف الاستمرار في ارتكاب المجازر والإبادة في حق الشعب الفلسطيني وتقوم بجر المنطقة بأسرها إلى الفوضى وعدم الاستقرار.
وتابع، “إننا نواجه عقلية إرهابية تعيش على الدم والفوضى، وإسرائيل تستمد قوتها من إفلاتها من العقاب على جرائمها. بدأت إجراءات حكومة نتنياهو تفرض كلفة حتى على داعميها”.
وطالب الرئيس التركي بفرض عقوبات قوية وملموسة على إسرائيل وتقديم المسؤولين الإسرائيليين إلى العدالة عبر آليات القانون الدولي.
معاقبة إسرائيل
بينما دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته ومعاقبة إسرائيل على جرائمها، مطالباً باتخاذ إجراءات رادعة لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات.
وقال عباس، “نشيد بالجهود التي تبذلها مصر وقطر لوقف النار بغزة. في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل لا يمكن للحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل أن تكون شريكاً في الأمن والاستقرار بمنطقتنا”.
وعدّ الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن اعتداء إسرائيل على الدوحة جاء لتقويض مساعي وقف إطلاق النار في غزة، مضيفاً أن “إسرائيل مستمرة في عدوانها بذريعة الدفاع عن النفس”.
ونبه إلى أن ازدواجية القانون الدولي سمحت لإسرائيل بالاستمرار في عدوانها، متهماً حكومة بنيامين نتنياهو بارتكاب جرائم تطهير عرقي. وذكر أن الهجوم على الدوحة عمل استفزازي وإسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمر.
وجدد ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إدانة بلاده للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطر، موضحاً أن أمن قطر جزء لا يتجزأ من الأمن العربي والإسلامي. وذكر، “هجوم الدوحة دليل على رغبة إسرائيل بنسف كافة جهود السلام، ونؤكد على دعمنا التام لما تتخذه دولة قطر من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها”.