المنارة: أبوظبي
ذكرت شبكة «سي إن إن» أن أبوظبي دشّنت مشروعاً رياضياً وسياحياً غير مسبوق مع افتتاح مركز «سيرف أبوظبي» في أكتوبر 2024، الذي يضم أطول موجة صناعية في العالم بطول 690 متراً، ما يتيح لراكبي الأمواج تجربة استثنائية تستمر حتى 55 ثانية كاملة، وُصفت بأنها الأقرب إلى “الموجة المثالية”.
ويعتمد المشروع على ضخ 80 مليون لتر من مياه الخليج العربي بعد تحلية طفيفة، ليصبح أول مسبح من نوعه يستند إلى المياه المالحة بدلاً من العذبة.
وتعتمد تقنية توليد الموج على جناح ضخم يُسحب تحت الماء، فيما يلعب تصميم أرضية الحوض (Bathymetry) دوراً محورياً في دقة تشكيل الموجة، وهي تقنية محمية ببراءة اختراع.
ويعود الفضل في تطوير هذه التكنولوجيا إلى أسطورة ركوب الأمواج الأمريكي كيلي سلاتر، الذي تعاون مع أكاديميين من جامعة جنوب كاليفورنيا لتصميم الموجة المثالية.
وكانت الفكرة قد طُرحت لأول مرة في كاليفورنيا عام 2015 من خلال مشروع «سيرف رانش»، قبل أن تصل إلى أبوظبي وتستضيف في فبراير 2025 إحدى جولات بطولة العالم لركوب الأمواج، ما منحها زخماً عالمياً واسعاً.
سياحة فاخرة وتجربة حصرية
المشروع يستهدف شريحة السياحة الفاخرة، حيث تقتصر الجلسة على أربعة متزلجين فقط مقابل 3500 درهم للشخص، بينما يفضل آخرون استئجار الحوض كاملاً مقابل 20 ألف درهم لمدة 90 دقيقة.
ويوضح ريان واتكنز، المدير العام لـ«سيرف أبوظبي»، أن الأسعار “مبررة” نظراً لخصوصية التجربة التي تشمل موجتين مثاليتين داخل الأنبوب، تدريباً شخصياً ومراجعات بالفيديو.
وتشير «سي إن إن» إلى أن أكثر من 80% من روّاد المسبح يأتون من خارج الإمارات، ما يعكس جاذبيته العالمية في سوق السياحة المرتبطة بركوب الأمواج، والتي قُدّرت بـ68.3 مليار دولار عام 2024، ومن المتوقع أن تصل إلى 96 مليار دولار بحلول 2030.
وجهة جديدة للمشاهير
أصبح «سيرف أبوظبي» وجهة بارزة للمشاهير والرياضيين العالميين، من بينهم لويس هاميلتون، كريس هيمسورث وستيف أوكي. ويشبّه واتكنز التجربة بأنها “أغوستا” عالم ركوب الأمواج، في إشارة إلى نادي الغولف الأمريكي الشهير بفرادته ورفاهيته.
وبهذا المشروع، ترسخ أبوظبي موقعها كلاعب رئيسي في مستقبل السياحة الرياضية العالمية، مانحةً ركوب الأمواج بعداً جديداً في قلب الصحراء.