موعد افتتاح معرض نيويورك: حيوات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

ضحى نبيل

المنارة / نيويورك 

خارج مبنى مكتبة نيويورك العامة – ستيفن أ. شوارزمان، تمتزج رائحة عربة الطعام الحلال المميزة بأصوات لهجات عربية متعددة.

بينما يقف أسدان من الرخام يحرسان الجادة الخامسة، وكأنهما يراقبان مدينة نابضة بالحياة الثقافية.

أما في الداخل، فهناك عوالم كاملة تنتظر الاكتشاف من بينها القصص المنسية إلى حد كبير لمجتمعات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في نيويورك.

معرض نيويورك

فيما افتُتح في 4 أكتوبر أول معرض من نوعه مخصص لمجموعات المكتبة المتعلقة بالشرق الأوسط، ويحمل عنوان: “Niyū Yūrk: Middle Eastern and North African Lives in the City”

ويستمر حتى 8 مارس في قاعة إسبهاني-بارتوس.

يضم المعرض، الذي أشرفت على تنسيقه هيبة عبيد، نحو 60 قطعة.

تشمل صورًا فوتوغرافية وكتبًا ومجلات وتسجيلات صوتية تمتد من خمسينيات القرن التاسع عشر حتى عام 2024.

هيبة عبيد

وتوضح عبيد في تصريحاتها الصحفية أن الهدف ليس تقديم تاريخ شامل للجاليات العربية في نيويورك.

بل تسليط الضوء على مقتنيات المكتبة نفسها التي تروي قصصًا عن الذاكرة والهوية والثقافة المهاجرة.

بينما تقول عبيد: “ليس رسالة حب، بل رسالة واقعية”.

مجموعة الشرق الأوسط في المعرض

فيما أضافت أن تلك المجتمعات لطالما واجهت تساؤلات معقدة حول الانتماء واللغة والحفاظ على الهوية.

وتتابع: “منذ البداية، كانت العائلات تتساءل: أين يجب أن نُدخل أبناءنا المدارس؟ إذا التحقوا بالمدارس العامة في نيويورك، قد يفقدون لغتهم العربية، لكننا نريدهم أن يعرفوا قيمنا وتقاليدنا.”

وينقسم المعرض إلى أربعة أقسام زمنية تُرشد الزائرين من مختلف الأعمار في رحلة تاريخية مشوقة:

حيث يركز الطريق إلى نيويورك على الموجات الأولى من الهجرة، ومن أبرز الشخصيات المعروضة هاتشيك أوسكانيان (المعروف لاحقًا باسم كريستوفر أوسكانيان)، وهو أرمني من مواليد تركيا الحالية.

وصل إلى نيويورك في منتصف القرن التاسع عشر، وسعى إلى تعريف الأمريكيين بتعقيدات الإمبراطورية العثمانية من خلال المسرحيات والمقالات وكتابه الشهير «السلطان وشعبه».

أقسام المعرض

كما يستعرض الحياة في المدينة هذا القسم بدايات تشكل الأحياء العربية في نيويورك، خصوصًا في منطقة “سوريا الصغيرة” في الجانب الغربي الأدنى من مانهاتن.

حيث أسس المهاجرون مطاعم ومحال تجارية وصحفًا عربية.

من أبرزها صحيفة «الهدى» التي أسسها نعوم أنطون مكرزل وشقيقه سلوم مكرزل.

وتشير عبيد إلى أن مطبعة الهدى كانت رائدة في تطوير آلة الطباعة Linotype لتعمل بالحروف العربية.

وهو إنجاز تقني كبير مكّن من ولادة الصحافة العربية في الأمريكتين، ومنها إلى الشرق الأوسط.

ويمكن القول إن نيويورك كانت المهد الحقيقي للصحافة العربية الحديثة، إذ من خلالها انتقلت الأخبار والأفكار إلى العالم العربي.

📎 رابط مختصر للمقال: https://almanara.media/?p=17291
شارك هذه المقالة