المنارة: أبوظبي
دعت دولة الإمارات القادة وصنّاع القرار والمستثمرين في قطاع الطاقة إلى تبنّي تشريعات عملية وشراكات طموحة تُعزّز فرص العمل وتُحفّز النمو الاقتصادي العالمي. وأوضحت أن هذا النهج يعكس رؤيتها في تحقيق التوازن بين التنمية والاستدامة.
الاستقرار والمصداقية أساس جذب الاستثمار
خلال افتتاح معرض ومؤتمر أديبك 2025 في أبوظبي، أكّد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والرئيس التنفيذي لشركة أدنوك، الدكتور سلطان الجابر، أن الإمارات تتبع سياسة متوازنة تضمن أمن الطاقة وتنويع مصادرها.
وأوضح الجابر أن المستثمرين يفضّلون البيئات المستقرة والموثوقة، مشيراً إلى أن السياسات الناجحة تعتمد على الحقائق لا على المواقف المؤقتة. وأضاف أن التنظيمات غير الواقعية قد تُضعف الاقتصادات وتؤثر سلباً في النمو العالمي.
الذكاء الاصطناعي ركيزة في تطوير قطاع الطاقة
استعرض الجابر جهود «أدنوك» في تطوير أدائها عبر الذكاء الاصطناعي. وأوضح أن الشركة تستخدم أكثر من 200 أداة متقدمة وروبوتات طورتها «إيه آي كيو» لخفض فترات التوقف وزيادة الإنتاجية.
كما ساعدت هذه التقنيات في رفع دقة توقعات الإنتاج بنسبة 90%. وأشار الجابر إلى أن توظيف الذكاء الاصطناعي يعكس رؤية الإمارات للتحول نحو مستقبل أكثر كفاءة واستدامة.
استثمارات ضخمة لتلبية الطلب العالمي
بيّن الجابر أن تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة تتطلب استثمارات سنوية تصل إلى 4 تريليونات دولار. وتشمل هذه الاستثمارات تحديث شبكات الكهرباء وتوسيع مراكز البيانات وتعزيز الإمدادات العالمية.
وأضاف أن شبكات الطاقة القديمة لم تعد تلبّي احتياجات العصر الحديث، لذلك يجب تطويرها لتواكب تطلعات الاقتصادات المستقبلية.
عوامل رئيسية تدفع الطلب حتى عام 2040
أوضح الجابر أن الطلب العالمي على الطاقة سيواصل الارتفاع حتى عام 2040 لأسباب متعددة، من أبرزها:
-
تضاعف احتياجات مراكز البيانات للكهرباء أربع مرات.
-
انتقال 1.5 مليار شخص إلى المدن.
-
تشغيل أكثر من ملياري مكيّف هواء إضافي.
-
تضاعف أسطول الطيران العالمي من 25 إلى 50 ألف طائرة.
وأكد أن الطاقة المتجددة ستشهد نمواً مضاعفاً، بينما سيرتفع إنتاج الغاز الطبيعي المسال بنسبة 50%، كما سيزداد الطلب على وقود الطائرات بأكثر من 30%. وأوضح أن العالم بحاجة إلى تعزيز جميع مصادر الطاقة لتحقيق توازن مستدام.
الطاقة والذكاء الاصطناعي محركا الاقتصاد العالمي
أشار الجابر إلى توافق مجلس ENACT على أن الطاقة والذكاء الاصطناعي يشكّلان محركين رئيسيين للاقتصاد العالمي. لذلك دعا إلى توسيع شبكات النقل الكهربائي وتطوير الكفاءات البشرية، إضافةً إلى الاستثمار في التقنيات المتقدمة لتحقيق التحول الشامل نحو الطاقة النظيفة.
توسّع عالمي يعزّز مكانة أدنوك
اختتم الجابر كلمته بالتأكيد على أن الإمارات تواصل ترسيخ مكانتها كوجهة استثمارية جاذبة. وأوضح أن شركة أدنوك توسّع أعمالها عبر ذراعها الاستثمارية الدولية XRG، حيث وقّعت اتفاقات جديدة في مجالات الغاز والكيماويات والبنية التحتية. وأكد أن هذه الخطوات تعزّز حضور الإمارات في أسواق الطاقة العالمية وتدعم نمو الاقتصاد الوطني.






