المنارة: متابعات
نظم بيت الشعر في الشارقة أمسية شعرية مميزة، شارك فيها نخبة من الشعراء العرب والأفارقة، وهم: محمد العموش من الأردن، أبكر كوري من تشاد، ومؤيد نجرس من العراق.
حضر الأمسية الشاعر محمد عبدالله البريكي، مدير بيت الشعر، الذي يُعرف بدعمه المستمر للإبداع الشعري. تولى تقديم الأمسية الأستاذ رجب السيد، حيث أضفى على الفعالية طابعاً ثقافياً مميزاً يعكس أهمية الشعر في تعزيز التواصل الثقافي بين الشعوب.
افتتح القراءات محمد العموش، الذي ألقى نصاً بعنوان: «ترنيمة أخرى لوجه الحياة»، عبّر فيه عن دواخل نفس الشاعر وما يموج بها من أفكار وأحزان وتساؤلات، فقال:
في غابةِ الإنسانِ يَلهثُ شاعرٌ
ليُجيرَ منْ حقدِ الذئابِ غزالَهُ
ما زالَ خَدُّكِ يا حياةُ مـُوَرَّماً
خـَـاءٌ من الخـَيباتِ دَثـَّـرَ دَالَهُ
بي من أنينِ بني المصائبِ لاعجٌ
لو أنّ قلبيَ جلمَدٌ لأسـَـالَهُ
ما زالَ يعقوبُ القصيدةِ في فمي
يبكي الجَمالَ إذا رأى أنجالَهُ
أبكر كوري قرأ بعضاً من نصوصه، التي استلهم صورها من طبيعة إفريقيا الخلابة، ففي نصه «عبور إلى الذاكرة البيضاء»، يقدم لوحة من حنين إلى الماضي، وإلى الطفولة عبر استذكار الورد والطير والحقول الممتدة، فيقول:
ليتَ الزمانَ يعيدُ القلبَ في رغدِ
يمحو عن الروحِ أثقالاً من النكدِ
طفلٌ أنا يومَ كانتْ فرحتي أفقًا
شدوتُ للنورِ لا أسباب في خَلدي
الوردُ عندي عروسٌ فوقَ مرقدها
تُهدي عبيرَ الهوى للحقلِ والجسدِ
والطيرُ إنْ غرّدَتْ فالروح تسبقها
كأنما داعبت عيناي: يا ولدي
يا ليتني طيفُ أحلامٍ يراقبها
قلبٌ بريءٌ من الآثامِ والحسدِ
واختتم القراءات مؤيد نجرس، الذي قرأ نصاً بعنوان: «حصاد قبل الموسم»، دار حول موضوع الوطن، معبّراً بين طياته عن مشاعر الخوف والحزن والبكاء، والذي جاء في مطلعه:
على أيّ خوفٍ تستفيقُ السنابلُ
وخَلفَ رداءِ الليل تَسعى المناجل ُ
تُحيط بيّ الأدغالُ من كُلِ جانبٍ
وأخشى بأن الأفق بالدمع هاطلُ
أُلَملمُ أضغاثَ الصباحاتِ كادحاً
لعلّي… ولونُ الحقل ِ بالحزن ذابلُ
ولي وطنٌ… يعلو النخيلُ بأرضهِ
علوَّ دُعاءٍ تَنتَقيهِ الأراملُ
وفي الختام كرّم محمد البريكي المشاركين في الأمسية.
