المنارة: متابعات
تعتبر المكسرات إضافة غذائية ذات قيمة عالية، حيث تقدم فوائد صحية متعددة تتجاوز مجرد كونها وجبة خفيفة. لكنها ارتبطت في الأذهان بكونها “قنابل سعرات حرارية” ينبغي تجنبها خلال الحميات الغذائية.
وعلى ذلك قلبت الأبحاث الحديثة هذه الصورة رأسًا على عقب، لتؤكد أن المكسرات ليست فقط وجبة خفيفة لذيذة، بل عنصر غذائي فائق الفائدة يدعم الذاكرة، وصحة القلب، والخصوبة، وحتى إنقاص الوزن.
ويكمن السر وراء أنها لا تسبب زيادة الوزن، لأن الجسم لا يمتص كل الدهون الموجودة في المكسرات، إذ تُطرح نسبة من السعرات مع الفضلات.
كذلك تعزيز الشبع: مزيج البروتين والألياف والدهون غير المشبعة يساعد على الإحساس بالامتلاء واستقرار سكر الدم، مما يقلل الرغبة في تناول وجبات إضافية.
تحفيز الحرق: بعض الدراسات تشير إلى أن تناول المكسرات قد يزيد من إنفاق الطاقة أثناء الهضم.
وأشارت دراسة حديثة إلى أن إضافة 50 غرامًا من الجوز مع وجبة الفطور حسّنت التركيز والذاكرة خلال اليوم نفسه. تحاليل لعدة دراسات أظهرت أن إدخال المكسرات في أنظمة غذائية منخفضة السعرات لا يعيق فقدان الوزن، بل قد يعززه.
على المدى الطويل، ربطت الأبحاث بين استهلاك المكسرات وانخفاض معدلات السكري، أمراض القلب، الاكتئاب، وبعض مشكلات الخصوبة.
وقد انتشرت مؤخرًا زبدة المكسرات كبديل صحي، لكن يُفضل اختيار الأنواع الطبيعية 100%، مع قليل من الملح ودون زيت نخيل أو سكريات مضافة. ورغم فوائدها، تبقى مركزة السعرات (ملعقة واحدة تعادل وجبة صغيرة من المكسرات الكاملة)، لذا ينصح بالاعتدال.
المكسرات، رغم سعراتها العالية، ليست عدوًا للحمية بل حليفًا مهمًا إذا استُهلكت باعتدال (نحو 30 غرامًا يوميًا). فهي توفر عناصر غذائية أساسية، وتقي من أمراض مزمنة، وتدعم الصحة العقلية والجسدية، مما يجعلها من أذكى الخيارات الغذائية.