مع بداية الأسبوع الجاري، لاحت في سماء شبه الجزيرة العربية نجمة سهيل “Canopus”، في إشارة لانكسار موجة الحر الشديدة التي تميز أشهر الصيف.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “تايمز أوف إنديا” الهندية، فإن ظهور “نجمة سهيل” يمثل تقليدًا فلكيًا عريقًا لدى سكان الجزيرة العربية، حيث يعتمد عليها منذ قرون كعلامة طبيعية على انتهاء درجات الحرارة المرتفعة التي قد تصل إلى 50 درجة مئوية.
ويرتبط ظهور “سهيل” بشكل وثيق بالموروث الثقافي العربي، إذ كان القدماء يتخذونه موعدًا لبداية الاعتدال المناخي واستئناف أنشطة الزراعة بعد صيف قاسٍ، كما ورد ذكره في الشعر العربي والأمثال الشعبية باعتباره رمزًا للأمل والتجدد.
إلى جانب رمزيته الثقافية، يساعد ظهور “نجمة سهيل” المزارعين والصيادين على تحديد المواسم وتوقع التغيرات المناخية، مما يجعله جزءًا أساسيًا من التقويم التقليدي في المنطقة حتى اليوم.
البعد العلمي والفلكي لنجمة سهيل
من الناحية العلمية، تعد “نجمة سهيل” ثاني ألمع نجم في السماء بعد “الشعرى اليمانية” (Sirius)، وهي تنتمي إلى كوكبة “القاعدة” التي تقع في نصف الكرة الجنوبي.

ويبعد النجم عن الأرض نحو 310 سنوات ضوئية، ويبلغ لمعانه حوالي 10 آلاف ضعف لمعان الشمس، ما يجعله مرئيًا بسهولة بالعين المجردة في الليالي الصافية.
ويظهر “سهيل” في آواخر شهر أغسطس من كل عام في أفق شبه الجزيرة العربية الجنوبي الشرقي، حيث يستدل به الفلكيون على تغير الفصول في المنطقة.
رمزية ثقافية
ترتبط “نجمة سهيل” في الموروث الشعبي العربي بالعديد من الأمثال والحكايات التي تعكس أهميتها الرمزية، فهي في نظر الأجداد بشير الفرج بعد الشدة، ودليل التغيير والتجدد في دورة الحياة.
وخلدها الشعراء في قصائدهم بوصفها منارة أمل تتلألأ في سماء الصحراء، تبعث الطمأنينة وتعلن موسمًا جديدًا من العطاء.






