المكتب الوطني الألماني للسياحة يختتم جولته لتعزيز الروابط مع دول الخليج

محمد عطيفي

المنارة:دبي

اختتم المكتب الوطني الألماني للسياحة، جولته السنوية في دول مجلس التعاون الخليجي لعام 2025 بنجاح، مؤكداً مجدداً على متانة الشراكة التي تجمع ألمانيا بالمنطقة، ومقدّماً أحدث عروضها السياحية أمام نخبة من ممثلي قطاعي السفر والتجارة.

أُقيمت الجولة بين 26 و29 أكتوبر 2025، وشملت كلاً من المنامة والرياض وجدة ودبي، مؤكدةً على مكانة دول مجلس التعاون الخليجي كأحد أهم الأسواق التي ترتفع فيها نسبة السوّاح المسافرين إلى ألمانيا.

وشهدت الفعالية عودة الجولة إلى مملكة البحرين بعد انقطاع دام عدة سنوات، ما يعكس تجديد التواصل مع هذا الوجهة الحيوية.

وقد حضرت سعادة السيدة فاطمة بنت جعفر الصيرفي، وزيرة السياحة في مملكة البحرين ورئيسة هيئة البحرين للسياحة والمعارض، الفعالية التي أُقيمت في المنامة، مؤكدةً على أهمية مواصلة التعاون بين ألمانيا والبحرين في تعزيز السياحة والتبادل الثقافي.

وقد عكست مشاركتها المكانة المتصاعدة للبحرين كشريك محوري في دفع مسيرة التعاون السياحي الدولي ضمن دول مجلس التعاون الخليجي.

كما جمعت الفعالية نخبة من خبراء السفر ومنظمي الرحلات والإعلاميين، لاستعراض أحدث التجارب والفرص السياحية المتاحة للمسافرين من دول الخليج إلى ألمانيا، بدعم من سفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية في المنامة.

ومن أبرز محطات الجولة كانت الفعالية التي أُقيمت في الرياض، والتي نُظّمت بالتعاون مع شركة الخطوط الجوية الألمانية لوفتهانزا ومطار ميونخ، احتفاءً بإطلاق الرحلات المباشرة مجدداً بين الرياض وميونخ ابتداءً من 26 أكتوبر 2025.

وتميّز هذا الحدث الخاص بعرض طائرة إيرباص A350-900، إحدى أكثر الطائرات تطوراً واستدامةً في العالم، في خطوة ترمز إلى تعزيز روابط السفر بين البلدين والاحتفال بالذكرى الخامسة والستين لعمليات لوفتهانزا في المملكة.

ففي الربع الثاني من عام 2026، سيشهد مطار ميونخ تطوراً مهماً مع افتتاح رصيف T1E، وهو توسعة جديدة للمبنى رقم 1.

وسيكون هذا الرصيف قاعدة مخصصة لشركات الطيران الخليجية، مقدماً تجربة محسّنة وأكثر كفاءة للمسافرين وشركاء شركات الطيران على حد سواء.

ومع توسعة مناطق الهجرة والأمن، سيستفيد المسافرون من إجراءات أكثر سلاسة، بينما ستساهم المساحات الجديدة للتسوّق والصالات في توفير المزيد من الراحة والسهولة.

وتعكس هذه الاستثمارات التزام مطار ميونخ المستمر بتحسين جودة الخدمة ودوره كمحور أوروبي رئيسي للمسافرين من منطقة الخليج.

وقد اختُتمت الجولة في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تظل أكبر سوق من حيث عدد سوّاح دول مجلس التعاون الخليجي المسافرين إلى ألمانيا، حيث يشكّل مواطنوها الإماراتيون والمقيمون فيها، النسبة الأكبر من الزوّار القادمين من الخليج إلى ألمانيا.

هذا ولا يزال التنوع في قاعدة المسافرين الإماراتيين وارتفاع شغفهم بالسفر، يعززان الطلب المتنامي على ما تقدمه ألمانيا من ثراء ثقافي وتجارب للعافية وأنشطة عائلية متنوعة.

كما يسهم توسع خطوط الطيران المباشرة بين البلدين في ترسيخ دور الإمارات كشريك استراتيجي يدعم أهداف ألمانيا السياحية في المنطقة.

وفي هذا الإطار، تقول يامينا صوفو، مديرة مكتب التسويق والمبيعات – المكتب الوطني الألماني للسياحة في دول الخليج: “تظل دول مجلس التعاون الخليجي من أكثر أسواقنا حيوية وأهمية.

فغنى ألمانيا الثقافي، وأجواؤها الملائمة للعائلات، وضيافتها العالمية المستوى، تساهم في جذب المسافرين من المنطقة.

وقد أبرزت جولة هذا العام تعاوننا القوي مع شركائنا مثل لوفتهانزا ومطار ميونخ، مما عمّق الروابط بين الخليج وألمانيا. وبناءً على نجاح الجولة السابقة التي عززت علاقاتنا في المنطقة، نفخر اليوم برؤية المزيد من التفاصيل والزخم خلال العام 2025.”

في مختلف أنحاء المنطقة، تُسيّر شركات مجموعة لوفتهانزا، بما في ذلك يورو وينغز و أي تي آي للطيران، أكثر من 120 رحلة أسبوعياً بين الشرق الأوسط وأوروبا، موفّرة للمسافرين من دول الخليج وصولاً سهلاً إلى أبرز الوجهات الألمانية.

وتعكس هذه الروابط الجوية الموسّعة التزام المكتب الوطني الألماني للسياحة بدعم تجارب السفر المستدامة والشاملة وسهلة الوصول للزوّار القادمين من الخليج.

هذا وقد جمعت جولة دول مجلس التعاون الخليجي لعام 2025 مجموعة مميزة من الشركاء الألمان، من بينهم شركة إي. بروينينغر ذ.م.م وشركاه، شركة إيميسا للسفر، يورو وينغز – الخطوط الجوية الألمانية، هيئة السياحة الفرانكونية، قرية إنغولشتات وقرية فيرتهايم (أعضاء مجموعة بيستر كوليكشن)، مجموعة لوفتهانزا، مطار ميونخ، مكتب هيئة سياحة ميونخ، شركة أوتليت سيتي ميتسينغن، هيئة سياحة برلين، وتسوغشبيتسه – قمة ألمانيا. وقد استعرضوا معاً، التنوع الغني للمشهد السياحي في ألمانيا — بدءاً من التسوّق الفاخر والاستكشاف الثقافي، وصولاً إلى المغامرات المرتكزة على الطبيعة والسفر المستدام — وكل ذلك مصمَّم بما يتناسب مع تفضيلات زوّار دول مجلس التعاون الخليجي.

وفيما يتعلق بالمستقبل، قدّم المكتب الوطني الألماني للسياحة حملاته العالمية لعام 2026، مستعرضاً مزيج ألمانيا المستمر من التراث والابتكار والاستدامة. فحملة “حياة المدن” ستسلّط الضوء على المدن الألمانية الحيوية ومواقعها المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، بينما ستحتفي حملة “تجارب الطهي في ألمانيا” بتنوع المشهد الغذائي في البلاد، من المطاعم الراقية إلى النكهات الإقليمية والتجارب الغذائية التفاعلية.

بدورها، تركّز حملة “اختبر شعور التناغم” على السفر المستدام والصديق للبيئة، مشجّعةً على اكتشاف المدن الخضراء والمسارات الطبيعية والمبادرات البيئية، مثل شبكة قطارات دويتشه بان. أما حملة “أطيب التهاني” فستسلط الضوء على سحر ألمانيا في فصل الشتاء، مع إبراز الأسواق الاحتفالية والفعاليات الموسمية التي تحظى بشعبية لدى زوّار الخليج.

وهنا، تضيف يامينا صوفو: “تقدّم ألمانيا توازناً فريداً بين الثقافة والطبيعة والابتكار. من خلال حملاتنا الجديدة لعام 2026، نسعى إلى البناء على إنجازات عام 2025 ومواصلة تعزيز التواصل مع شركائنا الأعزاء في منطقة الخليج. سواء كان ذلك من خلال التعرّف على مدننا الحديثة أو استكشاف مناظرنا الطبيعية الخلابة، نتطلع إلى استقبال عدد أكبر من المسافرين من المنطقة في العام القادم.”

بناءً على كل ما تقدّم، تظل دول مجلس التعاون الخليجي ركيزة أساسية في صناعة السياحة الألمانية، مدعومة بشراكات طويلة الأمد، وتوسّع الرحلات الجوية المباشرة، والالتزام المشترك بالجودة والاستدامة. ومن خلال مبادرات مثل الجولة السنوية، يواصل المكتب الوطني الألماني للسياحة تعزيز التعاون مع قطاع السفر في المنطقة، لضمان أن تظل ألمانيا الوجهة المفضلة للمسافرين من دول الخليج.

📎 رابط مختصر للمقال: https://almanara.media/?p=22745
شارك هذه المقالة