المنارة: متابعات
الطفل العصبي.. يشكّل “العصبية” لدى بعض الأطفال تحدياً كبيراً للآباء، خاصة في ظل الضغوط اليومية المتزايدة داخل الأسرة.
وعلى الرغم من أن الانفعالات القوية تعد جزءاً طبيعياً من مراحل النمو، يؤكد متخصصون في سلوكيات الأطفال أن التعامل غير الصحيح مع نوبات الغضب قد يحولها إلى نمط دائم يصعب السيطرة عليه لاحقاً.
سلوك طبيعي أم مؤشر لمشكلة؟
يقول خبراء التربية إن الأطفال غالباً ما يلجؤون للعصبية للتعبير عن مشاعرهم أو رغباتهم غير المعبّر عنها، خاصة في المراحل الأولى من النمو. إلا أن استمرار نوبات الغضب بشكل مبالغ فيه، أو تكرارها بصورة تؤثر على حياة الطفل وأسرته، قد يشير إلى وجود مشكلة تحتاج إلى متابعة.
ومن أبرز أسباب العصبية:
-
عدم القدرة على التعبير اللفظي عن الاحتياجات.
-
التوتر الأسري أو الخلافات المنزلية.
-
الإفراط في استخدام الشاشات الإلكترونية.
-
محاولة لفت الانتباه أو الحصول على مكاسب.
-
اضطرابات النوم أو سوء التغذية.
أساليب علمية للتعامل مع الطفل العصبي
يؤكد المتخصصون أن التعامل مع عصبية الأطفال لا يعتمد على العقاب أو الصراخ، بل يحتاج إلى فهم أعمق لطبيعة الطفل واستخدام أدوات تربوية فعّالة، أبرزها:
احتواء المشاعر قبل تصحيح السلوك
ينصح خبراء تنمية الطفل بضرورة الاعتراف بمشاعر الطفل أولاً مثل الخوف أو الغضب، لأن الشعور بالفهم يقلل من حدة الانفعال ويفتح باب الحوار.
تجنّب الصراخ والتهديد
تشير الدراسات إلى أن رد فعل الأهل العصبي يزيد من توتر الطفل ويطيل مدة نوبة الغضب، بينما يؤدي الهدوء إلى احتوائها بسرعة أكبر.
وضع قواعد واضحة وثابتة
يحتاج الطفل إلى نظام يومي ثابت وقواعد مفهومة، لأن غياب الحدود يجعل الطفل أكثر توتراً ويزيد من عناده.
تقليل المثيرات
ينصح الخبراء بتقليل التعرض للشاشات الإلكترونية، وتنظيم وقت اللعب والنوم والطعام، لأن عدم الانتظام ينعكس مباشرة على سلوك الطفل.
تعزيز السلوك الإيجابي
المدح عند تحسن السلوك، حتى وإن كان بسيطاً، يساعد الطفل على تكرار السلوك الجيد بدلاً من التركيز على الأخطاء فقط.
تعليم الطفل التعبير عن مشاعره
تشجيع الطفل على التحدث عما يشعر به، أو استخدام رسومات بسيطة للتعبير عن الغضب أو الإحباط، يقلل من اللجوء للعصبية.
متى يجب استشارة مختص؟
يشدد الأطباء النفسيون على ضرورة طلب المساعدة في حال:
-
أصبحت العصبية مفرطة وغير قابلة للسيطرة.
-
أثرت على العلاقات الاجتماعية للطفل أو أدائه الدراسي.
-
ظهرت معها سلوكيات إيذاء النفس أو الآخرين.
في مثل هذه الحالات، قد يساعد المختصون في تقييم الأسباب واستخدام برامج تعديل السلوك المناسبة.
العصبية لدى الأطفال ليست مشكلة بلا حلول، بل سلوك يمكن تعديله إذا أدرك الوالدان جذوره الحقيقية وتعاملوا معه بأساليب علمية قائمة على الهدوء والاحتواء. ومع المتابعة الصحيحة، يمكن تحويل الطفل العصبي إلى طفل أكثر توازناً واستقراراً.






