اكتئاب ما بعد الولادة.. فهم الأعراض وطرق العلاج

نيرة جمال

المنارة: متابعات

يُعد اكتئاب ما بعد الولادة حالة صحية نفسية شائعة تواجه الكثير من الأمهات حديثات الولادة، حيث تظهر بعد فترة الولادة مباشرة أو خلال الأسابيع الأولى، وتؤثر على الحالة المزاجية والنفسية للأم، ما ينعكس على حياتها اليومية وقدرتها على العناية بنفسها وبطفلها.

أعراض اكتئاب ما بعد الولادة
تختلف الأعراض حسب شدتها، لكنها غالبًا تشمل:

  • شعور بالحزن المستمر أو الاكتئاب.

  • فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية والتمتع بالأمور المحببة سابقًا.

  • التعب والإرهاق المستمر حتى مع النوم الكافي.

  • اضطرابات النوم أو الإفراط في النوم.

  • القلق والتوتر الشديد.

  • صعوبة التركيز واتخاذ القرارات.

  • مشاعر الذنب أو الانعزال عن المحيط الاجتماعي.

  • أحيانًا أفكار سلبية تجاه النفس أو الطفل، تستلزم تدخلًا عاجلًا.

أسباب الحالة
يرتبط اكتئاب ما بعد الولادة بعدة عوامل تشمل:

  • التغيرات الهرمونية الحادة بعد الولادة.

  • الضغوط النفسية المرتبطة بمسؤولية العناية بالمولود الجديد.

  • قلة الدعم العاطفي من الأسرة أو الشريك.

  • التاريخ المرضي النفسي أو الاكتئابي للأم.

  • مشاكل صحية مزمنة أو مضاعفات الولادة.

طرق التعامل والعلاج
يمكن التخفيف من أعراض الاكتئاب بعد الولادة عبر خطوات عملية تشمل:

الدعم الأسري والاجتماعي: مشاركة المشاعر مع الأقارب والأصدقاء وتقسيم مهام العناية بالمولود لتخفيف الضغوط.

المتابعة الطبية: استشارة طبيب النساء والتوليد أو طبيب نفسي لتقييم الحالة ووضع خطة علاجية مناسبة.

العلاج النفسي: جلسات العلاج السلوكي المعرفي أو الاستشارات النفسية الفردية والجماعية تساعد الأم على مواجهة المشاعر السلبية وإعادة التوازن النفسي.

العلاج الدوائي: في بعض الحالات، قد يصف الطبيب مضادات اكتئاب آمنة للرضاعة لتخفيف الأعراض.

الاعتناء بالنفس: النوم الكافي، التغذية المتوازنة، ممارسة تمارين خفيفة، والقيام بأنشطة ترفيهية مناسبة.

أهمية الوعي والكشف المبكر
الكشف المبكر عن اكتئاب ما بعد الولادة يساهم في حماية صحة الأم النفسية والجسدية، ويساعد على تعزيز العلاقة بينها وبين الطفل. على الأمهات ألا يترددن في طلب المساعدة عند ظهور أي من الأعراض السابقة، لأن التدخل المبكر يؤدي إلى التعافي بشكل أسرع ويحمي الأسرة من تأثيرات نفسية طويلة المدى.

اكتئاب ما بعد الولادة حالة قابلة للعلاج والدعم، ويعد الوعي المجتمعي حولها خطوة أساسية لتخفيف الوصمة المرتبطة بالاضطرابات النفسية وتشجيع الأمهات على البحث عن الدعم المناسب.

📎 رابط مختصر للمقال: https://almanara.media/?p=24173
شارك هذه المقالة